صحيفة المثقف

أسرار يُكشف النقاب عنها لأول مرة:

احمد فاضلكيف تم تهريب رواية "دكتور زيفاجو" من روسيا؟

كتابة / كريستوب كينت

ترجمة / أحمد فاضل

في  ذروة  الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي – آنذاك – والولايات المتحدة الأمريكية، أدارت وكالة المخابرات المركزية التابعة للأخيرة مبادرة تعرف باسم " الدبلوماسية الثقافية " بعد فرضية أن "الفن العظيم يأتي من الحرية الحقيقية"، فاستولت الوكالة على ضوء ما قالته على الرسم والموسيقى والأدب كأدوات فعالة لتعزيز ما يسمى بقيم العالم الغربي،ومولت معارض تعبيرية تجريدية وجولات موسيقية موجهة جميعاً نحو روسيا التي أنتجت تولستوي وبوشكين وغوغول، هذه الأحداث وغيرها  ساقتها الكاتبة الأمريكية لارا بريسكوت* في روايتها الأولى المثيرة "الأسرار التي نبقى عليها" والتي سلطت من خلالها  الأضواء على الدور  الذي لعبته وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (CIA) في جلب تحفة بوريس باسترناك، "دكتور زيفاجو" من روسيا ونشرها إلى أكثر من 40 لغة عالمية.

ففي عام 1955 بدأت الشائعات تعمم أن باسترناك، المعروف آنذاك بالشاعر، بعد أن نجا من ستالين، كان مريضا وتهددَّ سياسيا، ولكن مع ذلك نجح في إنهاء روايته الكبيرة الملحمية التاريخية الكاسحة والمعقدة، وقصة الحب التي لن تنسى، هي "دكتور زيفاجو"، التي قضى في كتابتها عشر سنوات في ظل أكثر الظروف السيئة التي  يمكن  تخيلها، من حبس حبيبته أولغا فسيفودودنا إيفنسكايا ووفاة صديقه وزميله الكاتب سيب ماندلستام، وانتحار اثنين آخرين  من  أصدقائه  باولو ياشفيلي ومارينا تسفيتيفا، مع مراقبة مستمرة عليه، ونظراً لموقفه الناقد لثورة أكتوبر لم توافق أي دار نشر لطباعتها ونشرها، لكن عندما أرسل ناشراً إيطالياً مبعوثاً سرياً إلى باسترناك الذي كان قد يأس  من طباعتها، فسلمه الكاتب الرواية آمل أن تشق طريقها في  جميع أنحاء العالم، فتم تهريب المخطوطة إلى  برلين  الغربية  حيث قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بنقلها إليها، كان هدفهم في كل ذلك نشر نسخة روسية وإعادتها إلى موطنها.

رواية لارا بريسكوت إحتوت على مجموعة رائعة من الشخصيات وثروة من التفاصيل التاريخية التي تم استخراجها من  عديد الوثائق والشهادات،  إن الإنجاز الأول لبريسكوت هو تحديدها لصفات شخصيات هذه الرواية والغور في عقدها ببناء سردي قوي، تمثل عمل طموح وتحدياً كبيراً في مجال كتابة الرواية الوثائقية، وتشابك مع قصة حب مدهشة من اختراعها الخاص .

تتبع رواية "دكتور زيفاجو" عدداً من وجهات نظر الشخصيات فهناك باسترناك نفسه وأولغا أثناء اعتقالها وهي حامل، وسُجنت لرفضها الكشف عن ما تعرفه عن الرواية، وإيرينا بروزدهوفا  ابنة أحد المهاجرين الروس إلى أمريكا وزوجة لرجل قتل على يد الشرطة السرية الروسية .

قد لا تكون بريسكوت مصمّمة نثرية بارزة، لكن توصيفها غالباً ما يكون ماهراً وبحثها شامل، وتصوير الحب بين أولغا وباسترناك مؤثر ومقنع .

* تلقت لارا بريسكوت شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من مركز ميشنر للكتاب بجامعة تكساس أوستن، كانت في السابق مدافعة عن حماية الحيوانات وناشطة سياسية، ظهرت قصصها في  عديد الصحف والمجلات الأدبية الأمريكية وحصلت على جوائز كثيرة، تعيش في أوستن، تكساس .

 

عن / صحيفة الغارديان البريطانية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم