صحيفة المثقف

اتركوهـا فهي مسعـورة

وداد فرحانأستراليا والعراق تحذران على ضرورة التأهب لهجمات الخفافيش "المسعورة".

إن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى اندفاع الخفافيش المضطربة وهيجانها لتهاجم السكان الآمنين بالنهش والخدش.

وقال المسؤولون: إن أعداد هذه الحيوانات غير مسبوق في هجماتها ضد البشر، وهي مسعورة ومصابة بفيروسات قاتلة احيانا.

وحذرت السلطات ومختلف القنوات الصحية والاعلامية من التعامل معها لأنها مصابة باعتلال صحي يفقدها توازنها وتؤذي حتى الذي يساعدها.

ومع تصعيد سقف الثورة الشبابية وارتفاع حرارتها لتحقيق مطالبها المشروعة، خرجت خفافيش الحقد والغدر هائجة لتهاجم المتظاهرين السلميين وهم رقود في خيامهم الاعتصامية.

الخفافيش لا تظهر في النهار، تختفي في أوكارها ويدفعها سعارها المزمن وفايروساتها إلى الهيجان في حالك الظلام، إنها خلقت عمياء لا تبصر فتراها لا تبقي من أمامها ولا تذر.

إنها لا ترى النور ويخيفها الشعاع الساطع وتقلقها قناديل الفرح، تريد أن يكون العالم كله كالخفافيش، ولكن إن تحقق ذلك فمن ستهاجم إذن؟!.

وفي الوقت الذي يؤكد المتخصصون والعلماء في أستراليا أن نفوق الثعالب الطائرة السوداء، أو ما يسمى بالخفافيش يتحقق بارتفاع درجات الحرارة وحمأة سعارها، كما أن نفوق خفافيش الحقد والظلام لا يتحقق إلا بارتفاع سقف الاعتصامات وحشود المتظاهرين المصرّة على الانتصار والتغيير.

إتركوها تموت بغلّها.. تلك المخلوقات المسعورة، وستنهي حياتها بنفسها كي يبقي نور النهار يعلو بوجه كل موجات الشر والحقد والكراهية.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم