صحيفة المثقف
عمْرٌ بعيدٌ عن المرمى
أنْ تحزن، وأنتَ تعُدّ القُبلات والمُدن
لا يكفي..
لأنكَ ترى من باب ذاكرتك المعطّلة
حقولا من اليأس و البكاء
وهي تشرب قصيدة عطشى
حتى آخر جذورها المحمومة
لقافية ملعونة
**
حين يخذل المفتاح اللّص
حين الماعون الجائع
يهذي بسمكة "شبوط"
القُبلة الخائفة في "المصعد"
حين النهد يفور بالأصابع.
المُلقى على بلاطكِ المرمريّ،
البعيد عن مرماه
هوعمري الضاحك
كشرشفٍ معبأ بالخوخ و الرمان
هذا كلّه، يشوّه المناسبات
التي جئتُ بها اليكِ.
**
الظلام يتّسع،
لا تستطيع أصابعي منه الوصول اليكِ
عذريّتكِ ترتهن للخوفِ!
لمْ يكن بيني وبينكِ بيتٌ أو وطن
سوى غيمةً من شهوةٍ يابسة
**
موسم الهجرة الى الوهمِ
تَركَ آثارنا في البحرِ
لكنّ الحوت لنْ تعثر علينا
كُنا في السماء
نُجرّب لعبة "الغمّيضة" مع الدّب الأكبر.
**
آنَ للجثّة أن تتعرّق
ها قد أرهقها طريق المقابر و العبوديّة..
تحسبُ العُطُور "الباريسّية"
تُخرِجها من المأزق.
**
القتلى في صحة جيدة !
هُمْ أيضا يؤدّون صلاة الشكر
طالما عنهم بعيد.. وباء النبوءة.
**
لم تكن رسالتي سوى دجاجة، غضبى
باضتْ في حضن الصديق، بيضتين
أكل البيضتين..
وترك الرسالة في سوق (الغزل) لتشقى.
**
عليكَ ان تمضي كالغبار
أو أن تستنيرَ من شرفة الوجد
تستَلّ من الليل، خيطه الأسود.
أ تُحيي مراسيم الأسى
بعد كلّ هذي الحروب !
**
أنتَ !
أنا أيضا أقعدني الحزن
اختصرَ العمر لي بدمعة
ثم وصفَ بقائي: جريمة
***
زياد كامل السامرائي