صحيفة المثقف

بِي.. مَا بِي

زهرة الحواشيبِي وَقْعُ السِّياطِ

علَى جَسَدٍ عَارٍ هَزيمْ

بي قُرْحةٌ تسْتنْزفُ شَرْيانَ عُمْرِي

تُحيلُ القلْبَ مَكْلومًا سَقيمْ

 

بِي طَلقاتُ غدْرٍ شَجَّتْ عُروقَ رأْسيِ

حينَما وطنيِ استوْطنَ فِكْري

فنَسجْتُ من النُّورِ

هالةً ضَمَّنتُها رُوحَ انْوجادِي

لتُنيرَ ذا الدَّربِ العَتيمْ

 

بِي ...ما بِي

بِي مزْرعة ُدِماءِ اليافِعينْ

شهْد ِالحياةِ تَرنَّموا بالْحبِّ و الحُرِيةْ

تصَّاعدُ جِراحُها تَتعلَّقُنيِ

أنْ ذَكِّريهمْ

لنْ يهْدأ الدَّمُ المغدورُ

وَ إِنْ كثُف الأديمْ

 

بِي ...ما بِي

بِي كَبد ُالثَّكلىَ الأَبيَّةْ

قطَّعوهُ

و صلَّبوهُ

و أضْرمُوا تحْته نارًا

وقوُدها امْتدادُ الرِّيحِ

عبْرَ الصَّحارِي

فلنْ ...

لنْ تكُفَّ عنْ لهْفِ الْهشيمْ

 

بِي ... ما بِي

بيِ صَرَخاتُهمْ هُمْ تنْبعِثُ

منْ بُطونِ الْحوتِ

حينَ تنامُ الشَّمسُ

و يَبرُدُ الماءُ

صَقيعًا

قطيعًا

سَكاكِينًا

تَطْفو عيُونُهُمْ هُمْ

يتَقاذفُها المِلْحُ كلَّ مَساءْ

تهْفو لِدفْئِ أحْضانٍ حَنونْ

فَيفْقأُها الصَّمْتُ العَقيمْ

 

بيِ ...مَا بِي

بِي طفُولةٌ وَردٌ

يَدوسُها جَبروتُ أفْكِ الْأفَّاكينْ

غُرِّبتْ عنِ المَلْعبِ و الْمدْرسِ

وَ عِذابِ أحْلامِ الصِّبا

شُرِّدتْ تحْت براثنِ الْجشعِ الْبهيمْ

 

تَنْشُقُ منَ الشَّوارعِ سُمًّا

تَمْلأُ المَخاويَ رَغْوًا

وَ وَهْمَا

تَغْنمُ منَ اللَّيلِ برْدًا

وَ هَمَّا

تَرْصدُ منْ غَدِها غُبْنًا

عُمْرًا ذَليلًا

وَ دَحْرًا

وَ دَمْعًا

وَ سُقْمًا....فهلْ منْ عَليمْ

 

هنا بعْضُ ما بيِ..

.

فمنْ ليِ بِمنْ بِه ما بِي

***

الشاعرة التونسية زهرة الحواشي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم