صحيفة المثقف

هايكو إيراني (1)

حسني التهاميشعر: مسيح طالبان

Massih Talebian

ترجمة : حسني التهامي


(1)

هدهدة

الأم وطفلُها معا

يتمايلان

Mrs. Fatima Atash*Sokhan

(2)

زيارة المقبرة ...

اليوم وليمةُ العنكبوتِ

قليلٌ من أزهارٍ حمضية

**

صفصافةٌ باكية

تنزُ قطرةً قطرةً

قطارُ آخر الليل

**

بَرّدٌ مفاجئٌ ...

تذوب ندفةٌ ببطء

على مؤخرةِ عنقي

Mrs. Mandana Mobki

(3)

ليلةٌ خريفيةٌ

يا لبريقِ أسنانِ

كلبٍ ضال

Mrs. Forough Foroutani

(4)

نعيقُ الغرابِ،

خلفَ النافذةِ

هلال

Mrs. Marjan Jalal*Mousavi

**

شعاعُ القمر

يلفُ جسدي

رائحةُ الياسمين

Mrs. Marjan Jalal*Mousavi

(5)

أزهارُ البرقوق

تتبادلُ الضحكاتِ

كأنها تتصالحُ مرة أخرى

**

ليلةٌ مرصعةٌ بالنجوم

نعودُ إلى البيت

عبرَ الممرِ الطويل

Mrs. Zohreh Zahedi

(6)

في كوخي

شمعةٌ، كتابٌ وقمر

يا للثراءِ!

**

شمعةٌ في مهبِ الريح

تهبطُ ثُمَ تعلو

آخرُ الأنفاس

**

ليلةٌ طويلةٌ

مُحدقاً في كيسِ المَصْل

نقطةً نقطةً

**

أول يومٍ دراسي

أُغني لابنتي

أثناءَ القيادة

Mrs. Vida Moazami

(7)

**

رحلةٌ ليليةٌ ...

أمرُ بقريةٍ نائمةٍ

تحتَ بدرِ الكمال

**

غسقٌ خريفيٌ

لماذا يحدقُ الغرابُ

في الطريقِ الذي أخطو عليه

**

كلماتي

ليستْ واحدةً أو اثنتين

على غير عادتك، أيها الوقواق

**

للحظةٍ

أخلعُ قبعتي، القمرُ

أعلى المدينة

**

القمر الضبابي...

أمضغ شاربي

في منتصفِ الحلم

**

قمةٌ مغطاةٌ بالثلجِ

يطفو على القريةِ المتخفية

الأحمرُ البرتقالي

Mr. Massih Talebian

(8)

ليلةٌ طويلةٌ ...

أخلِطُ الرمادَ الدافئَ

مع آخرِ جمراتِ الموقد

**

اليعسوبُ الميتُ،

يطوي ثمَ يفردُ جناحيْه

مع كلِ نسمةٍ

**

صرخاتُ الزيز

في مكانٍ ما في الساحةِ

لستُ أدري أين

Mr. Ali Shalkouhi

(9)

أوراقُ القيقبِ

معا هي والهندباء

في مهبِ الريح

**

صوتُ الريحِ

أُمي تصلي

في عمقِ الظلام

Miss Leila Rezaei

(10)

يا لإشراق النهار

في حضوركَ

يا دوارَ الشمس

Mr. Kambiz Kakavand

(11)

لبُرهةٍ

على شاهدةِ قبرِ أبي

تستلقى خُنفساء

**

مروحةُ السقفِ...

الريحُ في منزلِ والدىَّ

أكثرَ برودة

**

يحدقُ رجلُ الثلج

في الأطفالِ المارة

بعينينِ حجريتين

**

الشجرةُ لا تعرفُ العُزلة

عندما تحطُ فراشةٌ

على ورقة

Mr. Kaveh Goharin

(12)

موقف سيارات المكتب

أركنُ سيارتي ملتصقة

بسيارةِ سيدةٍ جميلة

**

مُحاربٌ قديم...

يُشبهُ خارطةَ إيران

قروحُ سريرِه القديم

Mr. Ali Beik

(13)

بَرَدَ المساء

أتذكرُها واحدةً واحدةً

خطيئاتي

**

في الأربعين

بألوانِ الخريفِ اللانهائية

برتقالةُ العام الماضي

Mr. Tirdad Fakhriyeh

(14)

ليلةٌ صيفيةٌ،

برتقالةٌ غيرُ ناضجةٍ

سقوطُها يوقظني

**

ثلجٌ مبكرٌ ...

متجاهلا ًغشَ طلابي

في الامتحان

Miss Hengameh Ahmadi

(15)

نصيبي من

شجرةِ توتِ الجيران

أوراقٌ ذابلةٌ

Mr. Ali Matoorian

***

 

.........................

* ملفٌ عن الشعرِ الإيراني أعدهُ * باللغتين الفارسيةِ و الإنجليزيةِ * الشاعرُ الإيراني مسيح طالبان Massih Talebian، وقمت بترجمة معظم النصوص التي يحتويها الملف عن الإنجليزية ليطَّلعَ القارئُ العربي على ما يكتبُه الآخرون من جمالياتِ هذا الفن.

** "منذُ خمسةٍ وأربعين عاماً زار الرسام والشاعرُ الإيراني السيد سوهراب سيبهري اليابان لكي يحصلَ على دورةٍ تدريبيةٍ في الرسم . وتعرَّف على الهايكو هناك وترجم حوالي عشرَ قصائد هايكو إلي الفارسية . أُعجب بهذا اللون الشعري لقصرِه، لكنه لم يستطع نقلَ روح الهايكو من خلال ترجماته .

بعد عودته إلى ايران وتأثره بالهايكو تبنى سيبهري * شأنه شأن التصويريين الغربيين في عشرينيات القرن الماضي * نمطأ شعرياً أشبَه بالهايكو . واعتقد النقادُ الإيرانيون أن أفضلَ قصائدِه كُتبت بعد هذه الرحلة. كتب أيضا أشعاراً طويلةً ترتكز على التصوير بشكل أساسي وتسمح له بالتعبير عن مشاعره وتجاربِه الإنسانية .

قام شاعرٌ إيرانيٌ آخرُ شهيرٌ يُدعى أحمد شاملو* بترجمة المجلد الأول من تاريخ الهايكو لـ "ر.ه.بليث" عام 1986، وذلك بالتعاون مع مترجم نص "الزن والبوذية" إي باشاي، ويعتبرُ هذا الكتابُ أولَ مرْجعٍ فارسيٍ يُقدم تجربةَ الهايكو الياباني فعليا إلى الإيرانيين . لقد سلط الكتاب الضوء على ما كتبه باشو وبوسون وإيسا وشيكي والتلاميذ العشرة لباشو.

كانت هذه الترجمات لـ"ر.ه.بليث" بمثابة النبراس الذي مضى على نهجِه الشعراءُ الإيرانيون في العشر سنوات التي تلتْ فترةَ هذه الترجمة، وكانت النتيجةُ أن كتبوا نصوصاً قصيرةً تُحاكي شكلَ الهايكو، لكنَ معظمَ هذه النصوص افتقدت لروحِ الهايكو الذي أكد باشو على أنه هي الأساسُ في هذا الفن.

ومنذ ذلك الوقت وعبرَ الإنترنت، واكب الشعراء الإيرانيون حركة الهايكو العالمية، مما أدى إلى تزايدِ عددِ الشعراءِ المتحمسين لهذا الفن في إيران. فالكثيرُ لهم مدوناتُهم، والبعضُ قد نشرَ إبداعاتِه .

وفي هذا الملفِ نقدمُ قصائدَ معاصرةً لشعراء من العقدينِ الماضيين مرتبةً ترتيباً زمنيا ."

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم