صحيفة المثقف

الفجر في ألاباما

عامر كامل السامرائي

للشاعر الأمريكي: لانغستون هيوز

ترجمها عن الإنكليزية: عامر كامل السامرَّائي


 

عندما أُصْبحُ مُلحناً مُلَّوناً

سأكتب لنفسي أغنية عن الفجر في ألاباما

وسأضع فيها أجمل الألحان

فتتصاعد من الأرض مثل ضباب المستنقعات

وتنزل كالندى الطري من السماء

سأضع فيها بعض الأشجار الشاهقة

وعطر إبر الصنوبر

وعبير الأديم الأحمر بعد المطر

وأعناقاً حمراء طويلة

ووجوهاً بِلوْنِ الخشخاش

وأذرعاً سمراء متينة

وعيونَ حقل الأقحوان

من السود والبيض،

أسود وأبيض

السود من البشر

وسأضع أيادٍ بيضاء

وأيادي سوداء وأيادي سمراء وأيادي صفراء

وفيها أيادي من طين الأرض الأحمر

لتلمس الكلّ بأصابع رقيقة

لكي نلمس بعضنا بطراوة كالندى

في نهاية تلك الأغنية

عندما أصبح ملحنًا ملونًا

واكتب عن الفجر

في ألاباما.

***

الزنجي يتحدث عن الأنهار

لقد عرفت أنهاراً:

لقد عرفت أنهاراً عريقةً كالعالم

وأقدم من جريان الدم

في عروق البشر.

 

غارت روحي عميقاً مثل الأنهار.

 

لقد اغتسلت بماء الفرات عندما كان الفجر يانعاً.

وبنيت كوخي عند نهر الكونغو الذي هَدْهَدَني لأنام.

تطلعتُ إلى النيل وبنيت الأهرامات فوقه.

سمعتُ غناء "الميسيسبي" عندما أبحر لينكولن إلى "نيو أورليانز"*،

ورأيتُ كتفه الطيني يتحول إلى ذهبي عند الأصيل.

 

لقد عرفت أنهاراً:

أنهاراً عريقةً داكنة.

 

غارت روحي عميقاً مثل الأنهار.

***

 

..............................

* "إبحار لينكولن إلى نيو أورليانز"

في عام 1828، أبحر أبراهام لينكولن وهو لا يزال في مقتبل العمر بزورق شبه مسطح، منحدراً مع نهر المسيسيبي إلى نيو أورليانز. وكان السبب الذي دفعه لخوض تلك المغامرة الكبيرة هو فضوله الكبير لزيارة أكبر سوق للعبيد في البلاد. وكادت تلك الزيارة أن تكلفه حياته فقد تعرض لهجوم أثناء الليل قرب مزرعة في بلدة لويزيانا. "كان لينكولن مناصراً لحرية السود" (المُترجم)

نبذة عن الشاعر:

لانغستون هيوز Langston Hughes)) كاتب صحفي ومسرحي وروائي وشاعر وناشط اجتماعي أمريكي، وأحد رموز "نهضة هارلم" الكيان الثقافي والفكري والسياسي والاجتماعي والفني الذي جمع السود ووحّدهم في محاربة التميير العنصري والعرقي في أمريكا، والمطالبة بالمساواة الثقافية والحقوقية مع البيض.

ينحدر لانغستون هيوز من اعراق مختلفة فهو من اصول أفريقية واسكوتلاندية وكذلك له جذر من الهنود الأمريكان.

ولد لانغستون هيوز في ولاية ميسوري، وهو الابن الثاني في العائلة، قام والده بهجرهم هرباً من العنصرية التي كانت سائدة في الولايات المتحدة آنذاك، وبعد انفصال والديه ربته جدته من جهة امه، وبعد موتها انتقل للعيش في لينكولين بإيلينوي. منذ مطلع الثلاثينات بدأ يقترب من الجماعات اليسارية ولا سيما الحزب الشيوعي، وعلى الرغم من أنه لم ينضم رسمياً إلى صفوفه غير أنه عبَّرَ بأشكال كتابية مختلفة عن إعجابه الشديد بالثورة السوفياتية والنموذج الشيوعي الذي رأى أنه الوحيد القادر على جلب العدالة للأقليات في أمريكا. أصبح هيوز بمثابة الأسطورة التي تتجاوز الكتابة والشعر إلى مستوى الرمز حتى أطلق عليه البعض لقب "شاعر الشعب الأمريكي".

قام بنشر أول اعماله "الزنجي يتحدث عن الأنهار" وهي عنوان هذه القصيدة التي أصبحت فيما بعد من أهم الأعمال الشعرية التي جلبت له الشهرة.

اعماله من الشعر والأدب القصصي عبَّرت وصوَّرت حياة الطبقة الكادحة من السود في الولايات المتحدة الأمريكية. تتميز معظم اعماله بالتفاخر بهويته الأمريكية من اصول أفريقية وثقافتها المتنوعة.

أشهر أعماله الشعرية:

- قصائد بلوز غريبة (عام 1926)

- ثياب جيدة لليهود (عام 1927)

- أيها الموت العزيز (عام 1931

- حافظ الأحلام (عام 1932)

- شكسبير في هارلم (عام 1942)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم