صحيفة المثقف
مَقامَةُ دَوّلةُ الأَسَدِ
جاء الأَسَدُ مَلِكُ الغابَة
ماشياً بكبرياءٍ وسعادَة
انحنى له الوزراءُ والسفراءُ وكلُّ القادَة
جلسَ على عَرشِهِ و أُثنيَتّ لَهُ الوِسَادَة
قال بصوّتٍ فيهِ شِدَّةٍ وغلاضَة:
اسمعوا أيّها السَّادَة
بَلغَني أنَّ في دَوّلتي صَارَ الفَسَادُ عادَة
فهل هذا صَحيحٌ بلا نُقصانٍ وزيادَة
قالَ الثَّعلَبُ:
أَنا وزيركُمّ أَمينُ القيادَة
وما بلَغَكُم هوَ مَحّضُ إِشاعَة
غَضِبَ الأَسَدُ وتَرَكَ الوَداعَة
قال:
سَمِعّتُ بسرِقَةِ أَرزاقِ الرَّعيّة
مِنّْ قِبَلِ حاشِيَتي المَلَكيَّة
قالَ الثَّعلَبُ:
معاذَ اللهُ يا سَيّدَ البَريَّة
فكُلُهُمُ صِيامٌ يفطرونَ بالعَشيَّة
قالَ الأَسَدُ:
إذَنّ مَملَكَتي بخيّرٍ ما دامَتّْ الثَّعالِبُ تَرعى الرَّعِيَّة
***
محمد جواد سنبه