صحيفة المثقف

اللحنُ الغبي

حيدر جاسم المشكوربلا حاشيةٍ

كنت وحيداً بوجهِ المنى ولا دفاع

اعصر ضرع احلامٍ شفيفة

املأ الكأس كوابيس صراع

واشربُ حد الثمالة والبكاء

تسربَ الدمعُ عند ناصيةِ القصيدة

والحرفُ يرسفُ بأغلالِ الخيال

والحالُ مائلٌ على الحال

ينتحلُ ثوبَ الرضا

وجيوبُ القناعةِ مليئة بالفراغ

بلا بهرجةٍ

لبستُ اسمالَ التصوفِ شاعرا

وسرتُ أبثُّ حروفَ اوجاعي احاسيس

مسروقٌ أنا منذُ عرفتُ رخصَ الحنين

وسقطتُ من شاهقِ الشوقِ هوى

كسير الشجن أغالي بالسماح

سافرتُ بأشرعتي الممزقة

أغني لذكراكِ "اليا مال"

وفي محفظتي صورتك الشمسية المكسرة

على جرفُ وطنٍ اقتاتت نوارسه الأمان

وذكرى تهدُّ امجادَ حاضر الحب

لماضٍ يشعلُ القلبَ بحرب

اخاتل النسيان وألتفُّ عليه

والقلبُ بلون الجرح مذبوح الهوى

يفرد جناحيه: هلم يا آه

من اعتاد على ألمٍ ينمو عليه

وأنا والماضي وصوتُ الحرب

نغني الحبَّ على ندهِ الرصاص

سقط ألفُ شهيدٍ وألفٌ سرقته المياه

والنشيدُ دماء

والضحكةُ حمراء باردةُ الجرح

مغمورة الهوى والغناء

واللحن الغبي يدندن للحياة..

والرماد يواري رفات الأماني والسبات

 ***

حيدر جاسم المشكور

العراق / البصرة

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم