صحيفة المثقف

حصتي من اللاشيء

فتحي مهذبيا إلهي

التنين الذي أخفيته في عمودي الفقري.

ليحرس تاج السلالة من نقار الخشب.

فر بكنوزه الزرقاء.

تاركا مفاتيح سبعة في حديقة رأسي.

يا إلهي

عانيت كثيرا من عتمات الوضوح.

من الفقد والقطيعة واللاجدوى.

من حبال مخيلتي الطويلة.

من زمهريرالحارس الليلي.

وهو يمشي على جثة صمتي.

من موتنا اليومي الأشقر.

وهو يأخذنا الواحد تلو الآخر

في عربة من التنك والقش.

القطار جائع حافي العجلات.

يعشش ضباب زاجل

داخل سكته المبهمة.

الفهود تفتح النار على الكناغر.

الغابة إمتلأت بالدسائس.

الكسالى إختفوا في براري النوم.

بيتنا مظلم مظلم مظلم .

وحمامتي العذبة مكسورة الجناح.

وحليب المشنقة ألذ من نور المطر.

صفارتك النبيلة في قاع البئر

كرسيك شاغر

والكهنة يتقاسمون الحنطة والذهب.

يا إلهي

الأشجار التي قاسمتني العزاء.

التي عانت من الوقوف على ساق واحدة.

التي منحتني الفاكهة والسلام والمحبة.

التي بكت طويلا أمام ضريح حبيبتي.

ذرفت كلمات لا تنسى في الهواء.

الأشجار التي حفرت جذوعها بعمق:

دموعي المليئة بالخناجر.

سردي اليومي المدجج بالرماد.

تلك الأشجار العذبة

صرعتها فؤوس الحطابين.

يا إلهي

طريقك شائكة.

صوتك شربته بندقية آدم.

خيراتك بيد القراصنة والعيارين.

الملائكة رحلت في قوارب هشة.

النور والموسيقى على حافة الهاوية.

حواسي مومسات في مركب الجسد.

البراهين كلاب سلوقية مكسورة الخاطر.

المصيدة تبني عشاشها في ظواهر الأشياء.

عقلي بومة عمياء.

قدماي مقطوعتان.

رأسي بناية متصدعة تسكنها الأشباح والأساطير.

الظلمة عارضة أزياء في الكازينو.

وخفافيشي تلعق دم البديهيات.

تحت ركبتي الحجرية

مات رسول بطعنة ذئب .

لم أصل بعد.

الحقيقة مسيجة بالفهود.

لم أزل مكتفيا بحصتي من اللاشيء.

***

فتحي مهذب . تونس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم