صحيفة المثقف

جنكيزخان

ليث الصندوقصرختُهُ ما زالتْ تُمزّقُ الغيومَ

وتُلقي بأشلائِها الداميةِ في الوديان

صرختُه الخارجةُ من قبرها مَجرودةَ اللحم

تتسببُ في نزيفِ الحقول

واقتلاعِ أحشاءِ الأنهار الحُبلى بالقواقع

وعلى امتدادِ صحارى آسيا المغطاةِ ببيوض التنانين

ما زالَ ظلُّهُ الصمغيّ

يَلصَقُ بالحجارةِ أقدامَ القوافل

**

في منغوليا الغاطِسة بدماء الأمم

هناك ضريح

على تلةٍ تبصق عليها الرياحُ ليلَ نهار

إنه ضريحُ جنكيزخان

يُقدّسُهُ المنغوليون كأبٍ أكلَ أبناءَهُ

وغرسَ عظامَهم في صحارى الغرباء

لِتَدُلَّ النجومَ على أقصر طريقٍ للانتحار

**

وهنا ، على مقربة من الشمس

ألتي تتبعُها في هِجراتِها أسرابٌ من القِبابِ والمآذن

لم نزلْ نسدّ ثقوبَ التاريخ بصُراخ ضحايانا

وننظرُ إلى تلّة الخانِ بعيونٍ باصِقة

فأشلاءُ أبنائِهِ ما زالتْ تتفسّخُ في طيّات كتبِنا

وتنبعثُ منها رائحةُ عَفن

**

لم يحتفظ الخانِ من كلّ حرائقِهِ

بفتيلةٍ لفانوسِ عزلتِهِ المظلمة

فقد دفنتْهُ ضغائِنُهُ

تحتَ تلّةٍ من لعَناتِ الضحايا

تلةٍ تبولُ عليها الغيومُ التي مزّقها

وجعلَ من أشلائِها علفاً لخيولِهِ النابحةِ كالكلاب

بالأمس كانتْ عيونُه الجائعة

تُزاحِمُ صقورَ منغوليا على صَيدِ الفرائِس

لكن حتى صقورُهُ لم تكنْ صقوراً

فبعد أن نتفتْ ريشَها العاصفة

تبيّنَ أنها كانت أسراباً من البعوض

***

شعر / ليث الصندوق

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم