صحيفة المثقف

المجموعة الشعرية الكاملة للشاعرة نجاة نايف سلطان

1739  نجاة نايفعن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة صدرت حديثاً (المجموعة الشعرية الكاملة) للأديبة العراقية الرائدة والشاعرة نجاة نايف سلطان، وقد تضمنت مجموعاتها الشعرية: نجوى والنهر (بغداد 1988م)، وهمسات الناي وشذى الأزهار، وهي مجموعة خاصة بالأطفال (بغداد 2001م)، وما قبل العصور (كاليفورنيا 2010م)، وما نشر لها من شعر في كتابها (أوراق مغتربة – الحلة 2019م).

في أقدم قصيدة لها في هذه المجموعة وعنوانها (من أنا؟) المنشورة في مجلة (الدنيا) الدمشقية سنة 1957م، وتقول في بدايتها :

أنا لا أدري

وحقّكَ

مَن أنا

قيلَ ضوءٌ خافت

من شعاعات السنا

تدور أغلب قصائد الشاعرة حول الغربة والأحزان وما مرّ به الوطن من ويلات وآلام وما أثار ذلك فيها من أوجاع، وهي عادة تستعيد ذكريات الماضي وتقارنها بالحاضر السيئ، وتستحضر فيها الأمكنة التي شكلت جزءاً كبيراً في حياتها كما عاشتها وبقيت مرتسمة في مخيلتها سواء في طفولتها في الموصل أو بعد ذلك في بغداد، فكانت تعيد رسمها شعرياً وتتحدث عنها ومعها وتحاورها في أحيان عديدة كما في قصيدة (عتاب) لنهر دجلة، تقول:

أيّها النهرُ

تلقاني

فإني قد أتيتْ

كنت قد ضيّعتُ عمراً

وأنا الآن اهتديتْ

آه كم من قمرٍ

ذوّبتُ فيك

آه كم منك ارتويتْ

يا صديقي

كم على الشطاّن

أحلاماً بنيتْ

وتتجسد معاناتها المريرة لما حل بالوطن وثورتها الداخلية على كل حاكم طاغية، فتساءلت في قصيدة (كيف يرحل) وقد كتبتها (في رحيل أحد الطغاة)، فقالت:

ليس للطاغوت

أن يُعدم في صمت

ويرحل

كيف يرحل؟!

قبل أن تفقأ عيناه

يُعرّى ثم يُسأل

كيف يرحل؟!

وفي قصيدة لها طويلة ومهمة حملت اسم أحد دواوينها (ما قبل العصور) تناولت في مجملها كما نشر الناقد الراحل أنور عبد العزيز (التراث الآثاري للموصل وبعض تقاليد الموصل القديمة وأحلام الشاعرة الطفولية وتطلعاتها وانغمارها في الجو الروحاني ورصدها لتناقضات الحياة والناس وبوعيها المبكر ثم بوعيها المؤجل لسنين قادمات)، تقول الشاعرة :

في قرانا

حيث كان الله

من قبل العصور

عرفتْ أمي مزاراً

توضعُ الأقفالُ

في شباكه

وعلى الجدران حناءُ النذور

كان داراً وفناءً

حوله الشمسُ

ودنيانا تدورْ

كان قبراً فوق تلْ

إنما كانَ خلفَ التل

ممنوعُ العبورْ

ومن قصائدها الأخيرة قصيدة بعنوان (تلاوين) قالت فيها مخاطبة الليل:

يا ليل

ما زلت أطويك

وتطويني

ففي كل زواياك

تلاوينٌ ألاويها

وتلويني

وريقاتي ألملمها

واسخر

من عناويني

هنا حبٌّ

هنا شوقٌ

هنا غدر بسكين

سواد منك يا ليل

تغلغل في

شراييني

سواد منك يا ليل

من الرأس

إلى الكعب

يغطيني

والأديبة الرائدة نجاة نايف سلطان من مواليد مدينة الموصل الحدباء عملت في التعليم، وتقاعدت عن العمل وهي مشرفة تربوية سنة 1984، وكانت قد بدأت الكتابة منذ أواخر الخمسينيات، ونشرت نتاجاتها الأدبية في عدد من المجلات العربية والعراقية، وقد ذكرها الأديبان الراحلان عبد الرزاق حسين وتركي كاظم جودة في كتابهما الشهير (الحركة الشعرية – النجف 1958) ضمن جيل شعراء تلك الفترة، وفضلاً عما صدر لها من مجموعتها الشعرية، فقد صدرت لها روايتها الأولى (سلاماً يا وفاء) في بغداد أيضاً 2002م، وكتاب عن سيرتها بعنوان (ذكريات امرأة عراقية) في بيروت 2012م، وجمعت عدداً من مقالاتها وقصائدها المتفرقة في كتاب (أوراق مغتربة) المطبوع في الحلة 2019م، وأكملت سيرتها في كتاب حمل عنوان (الانحدار نحو المجهول) صدر في الحلة 2019م.

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم