صحيفة المثقف

انشغالات الكائن وأشياء واشياء أخرى

قاسم المحبشينسيت تقليم الاظافر وغسل الهدوم ونشرها

تنهض من سريرك كيفما أتفق  وتحمد الله وتشكره الذي أحيان بعد أن أماتك ثم تفرك عيونك وتنظر إلى الساعة وتتعوذ من الشيطان وتذهب الحمام وتتوضى وتقيم الصلاة وتصلي. ثم تعود إلى الحمام وتفرش الأسنان وتستحم بالصابون والشامبو وتحلق دقنك لو كانت خشنا أما النواعم فلهن شؤون في الحمام لا يعلمها إلا علام الغيوب! ثم تضع الماء بالكوز على النار وتفتح جوالك wi-fi أو البيانات الخلوية وتنظر إلى صفحتك وواتسابك والماسنجر وتويتر لترى الرسائل والأخبار والتعليقات والاعجابات وتحايا الصباح واشياء أخر. ثم تتذكر الماء المغلي وتذهب مسرعا لتضع فيه الشاي والسكر أو البن والزنجبيل إذا وجدته لم يتبخر. أما إذا تبخير الماء فعليك إعادة العملية من جديد، تشرب القهوة أو الشاي وأنت تفكر فيما سوف تكتبه في صفحتك بالفيسبوك. تكتب ما تيسر ثم تفكر بالأفطار ماذا سوف يكون؟ إذ يكون عليك أن تلبس هدومك الخارجية والذهاب إلى المخبر لجلب العيش الساخن وفي الاثناء تشتري بيض وجبن بلدي وخضار وبعض الحاجات الملحة. تعود وتخلع الهدوم وتفتح الموبايل ثم تذهب المطبخ لإعداد الأفطار. بعدها عليك بغسل المواعين وشرب ما كتب لك الطبيب من أدوية تقوى المناعة ثم تقيس الضغط وأنت ممدد على سريرك بعدها عليك الرد على الرسائل والتسجيلات الصوتية والمكالمات العائلية ثم الرد على تحيايا اصدقاء وصديقات العالم الأفتراضي. وبعدها عليك الرد على التعليقات والاطلاع على منشورات اصدقاءك وصديقاتك وابدا الأعجاب بها أو التعليق عليها. الوقت يمر بدون أن تدرك وفجاءة تسمع آذن الظهر وأنت ما زالت منهمكا في عالم الفضاء. تفزع وتتعوذ من الشيطان وتذهب الحمام وتتوضى وتصلي الظهر وتلبس هدومك وتسرح شعرك وتتعطر على عجل وتغلق نوافذ شقتك ومفاتيح الكهرباء الغاز وتأخذ الزبالة بيدك وتذهب لدوامك وتلبس الكمامة. تركب العربية في أوج الزحمة وتصل بعد فوات الدوم ثم تعود من حيث أتيت. تعود منهك القوى وعليك التفكير بوجبة الغداء وغسل الهدوم. تغسلها وتنشرها وتنام وحينما تصحى يكون بياع السكر قد وصل فتفتح الثلاجة وتأكل أي شيء قابل للأكل فيها. تحس بالشبع وتفكر بالشاي وهلمجراء. هذا في النهار فقط

أما في الليل فحدث ولا حرج!

 

أ. د. قاسم المحبشي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم