صحيفة المثقف

عطش العنادل

خيرة مباركيتماهياً في غواية البياضِ..

أرحْني

ياااااا أيها القمر المدّثّرُ بهيبةِ الثلجِ..

فهذا القلبُ تجّمدَ

والروحُ تحرث مساماته

بصمتِ النارِ ..

اليوم أتممتُ عليكَ نعمتِي

وأغدقتُ عليكَ الصبرَ

**

هذا نجْمي يَسْري بأعيُن النّدى.

يرصُد خسوفك

ويرقبُ استحالتكَ

من الشُّرفة الموقُوتَة

ينقُشُه خَارطَة عُمُر..

ويمضي

على جَديلَة غيْمَة منْسيّة..

لم تألف سرّ وداعَ الفُصُولِ..

ولم تُنازِع غرُورَ الحَرائقِ

التي تشتهيني..

لا شيء يُشبِه نقراتَ إسمِكَ

وهو يُنرْجِسُني فِي عزِّ الخُشُوعِ ؟!

يتموّجُ على لوْحي المحْفُوظْ ..

يكتبني سفرا سرمديَّ الغوَى

وأنا التي خبأته عن أعيُنِ الحُور

غنيمةً يرَفْرفُ النّبض لأثيرِها

حتّى الوجعْ!!!

بلى..

وجعك دونما شفاءْ!!

ياااااااااأنتَ..

يا أقسَى الرّاحِلينَ في دَمِي ..

كأنك لستَ منّي..

الرّعْدُ يعبثُ بأشْرِعتي

ما بَقِيَ غيْرُ سينِ تنْفيسٍ تتَلاطَم

على المساءات الحائرة،

نكَسَتْ هَامتَها بصمْتِ الدُّجَى..

تُرَى هلْ يسْتيْقِظُ اليَاسَمينُ

في قَلْبٍ تداعى لهيبُه

ذاتَ شِتاءٍ بَاردٍ،

وعَطَش العَنادِلِ

يروي صُراخِ اللائلين؟؟؟؟!!!!!ْ

هَذا الحنينُ أتقنتُ صحبته مُكَابرَةً

وللدّمعِ سقوطٌ آخَر

في جموعِ المُتسَاقِطِين..

وهذِه فديتِي أدْفعُها سذاجةً..

تُرَى هلْ يسْتيْقِظُ اليَاسَمينُ

في قَلْبٍ أكل جمارَهُ

ذاتَ شِتاءٍ قارصٍ

وتهاوى برحيل العَنادِلِ

في لهاثٍ أليل؟؟؟؟!!!!!ْ

**

هل أدقُّ أجْراسَ الهَوَى علَى

عتَباتِ عَيْنيْكَ..

أمْ أهُبُ عاصفةً تمسَحُ كُلَّ

التّوارِيخِ

وتُزيلُ سِجِلاّت زُليْخة بجنُونِ

ليْلَى؟؟؟

لا شيءَ منْ شيءٍ..

لكُمْ هجْرُكمْ ولي كِبرِيائي

***

خيرة مباركي - تونس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم