صحيفة المثقف

رعد ولا مطر ..

يحيى السماويقلبي كتابُ تبتُّلٍ

يتلوهُ حَلاّجٌ يغذُّ النبضَ

نحو المقصَلةْ


 

رعـدٌ ولا مـطـرٌ ..

أرانـي آثِـمـاً مـن دونِ آثـامٍ سـوى وِزْرِ الـهـوى

مُـتـوسِّـداً حَـجَـرَ الـصَّـبـابـةِ

يـسـألُ الـسـاعـيـنَ :

هـلْ مـن راغِـبٍ فـي الأجْـرِ يُـنـقِـذهُ مـن الـمـوتِ الـبـطـيءِ

لِـيـقـتُـلَـهْ؟ (*)

*

إصْـبـاحُـهُ عـكّـازُ حَـمْـدَلـةٍ

وإنْ حَـلَّ الـظـلامُ

فـمِـئـزرٌ مـن حَـوْقَـلـةْ

*

الـعِـشـقُ أفـضـى بـيْ الـى بـئـرٍ عـمـيـقٍ

إنـمـا

لا حَـبْـلَ لـهْ

*

مُـتـبَـطِّـرٌ

مـا كـان يـعـرفُ لـلـهـدى مـعـنـىً

ولا خَـبَـرَ الـتـقـى

مـدّتْ إلـيـهِ يـدَ الـهـوى مُـتَـبَـتِّـلـةْ

*

فـإذا بـهِ طـفـلٌ يُـداعِـبُـهُ الـهـديـلُ

ويـسـتـخِـفُّ بـهِ الـصّـداحُ

وتـرقـصُ الأقـمـارُ لـهْ

*

حـتـى إذا بـلـغَ الـفِـطـامَ مـن الـظـنـونِ

ودَكَّ أقـبـيـةَ الـمـجـونِ

وعـابَ آخِـرُهُ الـمُـخَـضَبُ بـالـيـقـيـنِ وبـالتـهـجُّـدِ

أوَلَّـهْ

*

سـألـتْـهُ مـفـتـاحـاً لـقُـفـلِ الـمـسـتـحيـلِ

كـأنْ يـجـوزُ الـبـحـرَ

أو  يُـحـيـي رمـادَ حـرائـقِ الأمـسِ الـبـعـيـدِ

لِـتُـدخِـلَـهْ

*

مَـلَـكـوتَـهـا !

كـيـف الـوصـولُ الـى فـراديـسِ الـمـنـى

إنْ لـم تـكـونـي الـبـحـرَ والـريـحَ

الـشـراعَ

ومـركـبـي والـبَـوصَـلـةْ؟

*

قـلـبـي كـتـابُ تـبـتُّـلٍ

يـتـلـوهُ حَـلاّجٌ يـغـذُّ الـنـبـضَ

نـحـو الـمـقـصَـلـةْ

*

فـمـتـى سـأخـتـمُـهُ لأدخُـلَ فـي رحـابـِكِ آمِـنـاً  مُـتـنـعِّـمـاً ؟

قَـرُبَ الـرحـيـلُ

ومـا أزالُ أدقُّ بـابَ الـبَـسْـمـلـةْ

*

عـيـنـايَ كُـبِّـلَـتـا بـوجـهِـكِ

كـيـف أبـحـثُ بـيـن غـزلانِ الـمـراعـي الـسـومـريَّـةِ

أو مـراعـي الـغـربـتـيـنِ

إذا الـعـيـونُ مُـكَـبَّـلـةْ؟

*

مـنْ لـيْ بـقـلـبِـكِ يـا مُـصَـدَّقـةَ الـيـقـيـنِ

لأسـألـهْ

*

عـن رحـلـةِ الإسـراءِ مـن كـهـفـي الـى فـردوسِ خِـدرِكِ؟

لا بُـراقٌ  ..

لا بـسـاطُ الـريـحِ ..

لا  مـن هُـدهُـدٍ فـيـجـيء بـالـنـبـأِ الـبـشـيـرِ

ولـيـسَ مـنْ صُـبـحٍ وراءَ جـدارِ لـيـلِ الـغـربـتـيـنِ

الأرضُ  واسـعـةٌ

ولـكـنْ

قـد تـشـابـكـتِ  الـدروبُ عـلـى مُـريـدِكِ

والـسـواحـلُ مُـقـفـلـةْ

*

الـصـبـرُ مُـعـجِـزتـي

أرى نـبـعـاً وبـيْ عـطـشُ الـصـحـارى لـلـنـمـيـر

ولا أرودُ

أغـضُّ عـنـه فـمـي وأنـبـذُ جـدولَـهْ

*

ولـقـدْ يـدوفُ حـشـاشـتـي صـابٌ

فـأُعْـسِـلُ حـنـظـلـهْ (**)

*

طـمـعـاً بـكـأسٍ مـن زفـيـركِ

أو

بِـشَـمِّ قـرنـفـلـةْ

*

مـن روضِ واديـكِ الـمُـحـصَّـنِ

فـالـرّبـابـةُ مـنـذ جَـفَّ الـلـحـنُ ثـكـلـى

والـقـصـيـدةُ أرمـلـةْ

*

إنـي لَـيُـكـفـيـنـي مـن الـكـأسِ الـحـبـابُ

ومـن حـقـولـكِ سـنـبـلـةْ

*

حـتـامَ تـبـقـى ضـحـكـةُ الـقـلـبِ الـمُــضَـرَّجِ بـالـبـكـاءِ

مُـؤجَّـلـةْ؟

*

أتـنـكَّـرَتْ لِـفَـراشِ مِـرودِهـا

زهـورُ الـمِـكـحَـلـةْ؟

*

الـعـشـقُ ـ  لا الـياقـوتُ والديـبـاجُ ـ أنـزلَ عروةَ بن الـوردِ

والـحَلاّجَ

أشـرفَ مـنـزلـةْ

*

وأنـا حـفـيـدُهُـمـا الـمـؤجَّـلُ حَـتْـمُـهُ

ولـقـدْ  يُـبـاركُ فـي الـهـوى  ـ فـرطَ الـهـيـامِ ـ

أخـو الـصّـبــابـةِ

مـقـتـلَـهْ

***

يحيى السماوي

أديليد 19/10/2020

(*)إشارة الى  ماكان يردده الحلاج في أسواق بغداد : " أيها الناس اقتلوني تؤجروا وأسترحْ .. أقتلوني تُكتبوا عند الله مجاهدين وأُكتب شهيدا "

(**) أعسل حنظله : أجعل الحنظل عسلا .

(***)  الصاب : نبت شديد المرارة.. داف : خلط / مزج /  سحق ..

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم