صحيفة المثقف

حارس الوليمة

زياد كامل السامرائيهناك شيئا مخفيّا بين الصفر والواحد

يختفي، كلما نام الذئب على وسادة الجراح

*

هناك ما هو مخفيّ دائما بين الشِعر و النثر

يخلعُ نفسه من أبجديةٍ لأخرى

حتى يرفرفُ المعنى

على أبواب الشَدْو.

*

هناك شيئا ما يتربّص بالأملِ

قبل سقوط الحلم في براثنِ الحياة

قبل أنْ يَهبُ الماضي

لهيب الآن.

*

هناك شيئا ما يقايض الموت

على إنه  المكان الأول و الوحيد للسجود.

أ تكفي قضمة من عُشبة الخلود !

*

هناك شيئا ما ينبع من الصمتِ

يمكثُ في مخاوف الشفتين

حتى آخر لون

لثمرةٍ ستُمحى.

*

هناك شيئا ما في لُجّة الهذيان

خمرة من نساءٍ و أنغام نجم

تنظرُ إلى الأصيل

فيتعطّلُ.

*

هناك شيئا ما في قلب حارس الوليمة

غابة و رسول .

*

هناك شيئا ما في الحَجَرِ

شُرفة تطلّ على مخالبِ الريح 

زُمُرّدة تلاحق غريق،

طيور مرجانٍ تخفق،

جِراء تتعثر بدم الأيام.

*

هناك شيئا ما في الجناحين

في الريشة البيضاء

يجرح الريح العارية،

صداه.

*

هناك شيئا ما في المجهول وهو ينمو

صليلهُ يَخدِشُ سُلالة الطين

يَفترِشُ رحم الخوف،

يلامس زنبقتين يتيمتين.

*

ما أقسى أن يكون شيئا ما في قلبكِ

وهو يَعُدُّ الدموع الملوّثة بالوداع .

*

هناك شيئا ما في شجرة الملح

نائمة هي الأيام فيها "روزنامة" الأمس

حين قتلها ليل السبت

الطاعن في السنِّ .

*

هناك شيئا ما في عيون النهر

صرخة طفل أيقظتْ

ضُرمة من النار فيها

فما عاد يجرؤ بعدها، أنْ يُعدّل من هِندامِه الأمل.

*

 هناك شيئا ما يجوب المدينة

يلتحم بالسخام

في الوجوه الضاحكة و العابسة

على حد سواء.

شيئا ..  يثقل كتف الأرض، شَرَكا بعد آخر

لو تقذفنا أوهام الليل بالفوانيس

ننسى  يد السفر إلى الترابِ.

***

 زياد كامل السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم