صحيفة المثقف

عود على الامثال الروسية (17)

ضياء نافعالترجمة الحرفية –  من النعجة لن يولد ذئب .

التعليق – مثل ساخر وطريف، والصورة الفنية فيه ساطعة، والمعنى المقصود به واضح جدا ولا يحتاج الى اثبات، ومع ذلك، فان هذا المثل ضروري جدا لهؤلاء الساذجين من البشر (وما أكثرهم، خصوصا في مجتمعاتنا)، الذين لا زالوا يعتقدون بامكانية مثل هذه الظواهر . يوجد مثل كوري يقول – من بذور الخيار لن ينمو الباذنجان .

**

الترجمة الحرفية – لص البيت أخطر من اللص الغريب .

التعليق –  قال صاحبي، ان هذا المثل سياسي بامتياز . ضحكت انا وقلت له - فهمت قصدك، ولكن هذا المثل ظهر في روسيا قبل ظهور تلك السرقات (التي تقصدها في حياتنا السياسية !)، فضحك صاحبي وقال – ان هذا المثل قد تنبأ مسبقا بذلك وحذّرنا من (حرامي البيت !)، ولكننا لم نأخذ تحذيره بنظر الاعتبار مع الاسف الشديد، لأننا كنّا عندها قاصرين....

**

الترجمة الحرفية – واحد يذنب، ويتهمون الجميع .

التعليق – مثل صحيح، يرسم – بدقة واختصار - صورة تتكرر في كل زمان ومكان، وقد علّق صاحبي بأسى قائلا – ... وخصوصا في هذا الزمن  الرهيب، عندما يقوم مخبول بجريمة ارهابية وحشية، فيتهمون امما وشعوبا باكملها ...

**

الترجمة الحرفية –  اللص يسرق جيدا، عندما يكون الليل معتما .

التعليق – كل السرقات تتم في (العتمة!)، الا ان صاحبي اعترض بشدّة على ذلك، وقال - ان السرقات الكبرى عندنا تحدث في وضح النهار، فضحكت انا وقلت له - اعتراضك صحيح جدا، لأن (حاميها حراميها) .

**

الترجمة الحرفية – من الافضل ان تعطي، مما ان تأخذ .

التعليق – قال صاحبي - لا ينطبق هذا المثل على كل الحالات، فالبخيل يفضل الأخذ على العطاء دائما، قلت له – كلامك صحيح، لأن البخل مرض يصيب الانسان، والمثل الروسي يقول – الغني البخيل افقر من الفقير، ولكن هذا المثل يتحدث عن الاكثرية من الناس الطبيعيين، الذين يخجلون ان (يأخذوا)، ويفضلون ان (يعطوا)، حتى اذا كانوا هم  انفسهم محتاجين .

**

الترجمة الحرفية – كلمة الحنان أحلى من العسل .

التعليق – مثل جميل جدا . قال صاحبي، لو استطيع لارسلت هذا المثل بالبريد المسجّل العتيق الى اصدقائي ومعارفي كافة، فضحكت انا وقلت له – ذكّرني، عندما تبدأ بتنفيذ هذه الفكرة (الجهنميّة)، كي اعطيك انا ايضا قائمة متكاملة باسماء اصدقائي ومعارفي وعناوينهم، كي ترسل المثل لهم ايضا، فضحك صاحبي وقال – هذا يعني اننا ... في الهوا سوا....

**

الترجمة الحرفية – بالصراخ تخيف الغربان، ولكن ليس لمعالجة الامور و الاعمال .

التعليق – مثل ساخر من هؤلاء، الذين (يصرخون !) ليس الا في كل توجيهاتهم، دون ان يعرفوا معنى  التخاطب الطبيعي والانساني بين البشر . لنتذكر المثل الجميل وحكايته بمختلف اللهحات العربية عن الحيّة،  وكيف انها تخرج من (الزاغور، كما نقول بلهجتنا العراقية) عند سماعها الكلام الحلو ...

**

الترجمة الحرفية – من يطرق الباب، يفتحون له .

التعليق –  ونحن ايضا نقول - من يطرق الباب يسمع الجواب، رغم ان المثل الروسي يذهب أبعد من سماع الجواب، اذ حتى يفتحون له الباب. ولكن في كل الاحوال، فان كل هذه الامثال، هي دعوة للانسان ان (يطرق الباب)، اي ان يعمل و يحاول، لا ان يجلس دون فعل وينتظر ليس الا ...

 

أ. د. ضياء نافع

...................

من الطبعة الثانية المزيدة لكتاب: (معجم الامثال الروسية)، الذي سيصدر عن دار نوّار للنشر في بغداد وموسكو قريبا.

ض. ن.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم