صحيفة المثقف

عيون الزرقاء

زهرة الحواشيإني أراهم

بعينَيْ زرقاء اليمامة

قادمين

كما ذات فجر

أبرد

أمرد

أكحل

أكلح

أحلك

أطلس

أسود

أغبر

أغرّ

أمرّ

أحرّ

كحرّ بارود السّلاح

كالسّراب

كالسّحاب

كالضّباب

كعاصفة الرّمال و الرّياح

من الغيران خرجوا

من القضبان هربوا

من النسيان انتبهوا

من بؤسهم غضبوا

كالأثقال

كالأفيال

ككثبان من الأشباح

كالوعود

كالرّعود

كالفهود

كالأسود

كفيالق الجلمود

كهامات نمرود صُراح

كما الصّحاري الخاويات

الزّاحفات

الطّاويات

الدّاهمات

الجائرات

النّاهرات

القاهرات

الثّائرات لحقّ مستباح

من الهضاب الكالحة

قادمون

من العيون الجافّة المالحة

من تخوم المنهكين

أراهم قادمين

يلعقون عرق الملح

لإطفاء الظمأ

لا يعون لعشب و ماء

و كلأ

يغمغمون

حروفهم جُلّنار حمراء

و يهتفون باسم آخر مولود

في العراء

أن هُبّوا..هُبّوا

يا بقايا البؤساء

ضدّ سطوٍ الجائر

ضدّ حكّام البغاء

ضدّ طابور الخصيان

ضدّ أسطول الخناء

ضدّ آكلات الجِيفٍ

ضدّ مصّاصي الدّماء

ضدّ من قتّلوا شعبا

ضدّ من زرّعوا رعبا

ضدّ من حطّموا آفاق العلا

ّضدّ من سرقوا البسمة

من شفاه الرّضّع

و الفرحة من عيون الأبرياء

أتراها حقّا عيونك يا زرقاء

قوية

أزلية

جارحة

حارقة

خارقة

مارقة

كخيوط الصّهبّاء

أم سراب و خدعة

من أحاييل الصّحراء...

الشاعرة التونسية زهرة الحواشي

من ديوان رأسي في قفص الاتهام .

***

زهرة الحواشي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم