صحيفة المثقف

دراسة في رواية (عالم النساء الوحيدات) للكاتبة لطفية الدليمي

حيدر عبدالرضاالتداخل النصي بين الدليل الروائي ومحورية الدال المنفذ

الفصل الثالث ـ المبحث (1)

توطئة: تحتل مساحة التداخل النصي في رواية (عالم النساء الوحيدات) ذلك الاستثمار الوظيفي الجاد بين محورية الدال المنفذ، المتمثل بصوت الفاعل الشخوصي المركزي في النص، وفضاء حكاية تلك الاستجابة التبئيرية في أحداث صاحبة تلك الدفاتر من نصوص المذكرات المتمثلة بـ (الآنسة منى) في الواقع تقوم أحداث رواية الدليمي على خصائص أسلوبية ـ سردية، مركزها تلك العلاقة المتمحورة ما بين الساردة المشاركة وموضوعة تلك المذكرات المدونة في صيغة أحداث حكاية الشخصية منى . بدءا تنطلق الكاتبة الدليمي في معرض عتبة روايتها، من خلال ذلك الفضاء الشخصاني في عرض مسرودية تفاصيل الشخصية المشاركة، وإذا كان هذا هو النمط الذي عهدنا لمثله في رواية (سيدات زحل) فإن الأمر ذاته يواجهنا في أحداث زمن الشخصية المشاركة في رواية (عالم النساء الوحيدات) حيث يوافينا ذلك الصوت المتداخل مع أبعاد وهواجس رؤية وتماثلات الصوت الروائي الواحد وشعرية اكتشافاته الذاتية في دراما الإحاطة بعوالم شخوص الرواية وآفاق ذواتها الداخلية والخارجية الخاصة .

ـ محورية تداخل النص وخاصية مقتربات السرد .

تتداخل محاور المخيلة الرواية في سبيل صوغ دلالاتها العلائقية في مسارية وظيفية خطابية متميزة وموحية في جعل الدال المحوري المتشكل في تشكلات النص، كعلامة مستقرئة لحيوات شخصية المذكرات لآنسة منى . تخبرنا الرواية بأن الشخصية المحور والتي هي بلا أسم أو مسمى، سوى أنها الحكاية التي تملك أواصر متشابهة مع شخصية صاحبة المذكرات التي لم تحدد في مهام أولياتها قطعا، سوى أنها من قامت بكتابة تلك المذكرات على حد تعبير الرواية: (لم أنم الليلة الماضية،أمضيت ساعات وأنا أقرأ مذكرات الآنسة ـ م ـ رغم أنني أكره إعادة صياغة الأحداث في عبارات ميتة تنقصها الدوافع / فرحت بالمذكرات التي عثرت عليها في معرض الكتاب الدولي، وتذكرت وقفتي فوق ذلك المرتفع المشمس المطل على نهر دجلة في ضاحية من ضواحي المدينة . / ص7 الرواية) وبعد تفحص أحوال الشخصية المشاركة في النص، تتبين لنا معاينة لغتها المحفوفة بإيقاعات: (كنت أقف فوق السنوات: قلت وداعا لسنواتي الآفلة .. لم أكرهها ولم أندم ولم أتشبث بها، أدركت حاضري بتحولها إلى رماد نهضت أنا العنقاء السعيدة . / ص8 الرواية) أن حالات الشخصية المشاركة، تتضح لنا وهي إزاء تكوينات (المؤلف) التي من شأنها التقصي عوالمه الماضية وكشفها في صورة السياق الحاضر من طاحونة الزمن الشخوصي، إقترانا لها بذلك العمق من دلالة (النساء الوحيدات؟) فالرؤية لدى شخوص روايات الدليمي، ومنها هذه الرواية موضع بحثنا، مصاغة بذات الأبعاد الموقفية والعاطفية والحسية من أحداث حكايات (سيدات زحل) فالصورة المدلولية في روايات الدليمي، هي دائما معبرة عن عزلة المرأة الوحيدة في زمان غياب لغة الأواصر الحميمة بذلك الزوج أو الرجل المتصالح، وصولا إلى تمايزية انبعاث المرأة ذاتها من أغنية رمادها، لتبدو لنا تلك الصورة هي المكررة في موضوعة روايات الكاتبة الفذة لطفية الدليمي . نعود إلى تفاصيل الرواية، وما حدث مع الشخصية المشاركة بخصوص مذكرات الآنسة منى، وعندما نتفحص حياة الشخصية ذاتها، نجدها بمعزل عن واقعة المذكرات أحيانا، لتكون لصيقة ومحفوفة باستدعاءات ذلك المدلول الغائب، ولكن بصورة مغايرة، إذ تظهر لنا وهي في أسمى دلالات الحب في ساعة لقاء ذلك المحبوب، ولكنها في الآن ذاته لديها من الأسباب الكافية والمحتملة التي تحيل بواقع الاقتران به في علاقة زوجية: (تذكرت هذه الحادثة وأنا أفتح الدفاتر التي عثرت عليها بمحض المصادفة: أهي مصادفة حقا أن أعثر أنا دون ملايين المدينة على دفاتر الآنسة ـ م ـ واعترافاتها ؟ لست أدري كيف أجيب على تساؤلاتي، لكني تذكرت حادثة وقوفي على ذلك المرتفع المشمس في ضحى يوم حار وحولي أزدهار العشب وتدفق الماء والأشجار التي توجز حقيقة الحياة في ثمرة .. وابتسمت وأنا أقلب الدفاتر .. بعض الناس ومنهم الآنسة ـ م ـ يتشبثون برماد الزمن القديم ويدمرون حاضرهم . / ص8 الرواية) على هذا النحو من التداعيات وتيار الوعي تنبني أسئلة السارد المشارك، تحقيقا لذلك الانفصال الارتدادي عن أحياز الزمن الماضوي المتواتر على ذاكرة المكان وتأملات الذات، ولعل أحوال الشخصية المشاركة، لا تتساند مع مرتبطات الماضي، غير أنها تمنحها هالة وقدرة من الانفصال عنه كحسية محتدمة في مؤثرات الانغمار في حلمها الانسراحي: (توقفت نظرت حولي، لم يكن هناك من أحد سواي، أومأت الدفاتر لي وأغرتني وتضرعت ألي مثل مخلوقات ضالة تستنجد بمنقذ / مددت يدي والتقت الدفاتر وقرأت على زاوية أحداها بخط نسوي متردد وناعم يعلن عن خجله ـ مذكرات الوسادة ـ تملكني شعور غامض وأنا أحمل الدفاتر بين يدي، وتبين لي بعد قليل أنني يجب أن أخذها فثمة أسباب عدة تدفعني لذلك . / ص10) الدليمي لعلها تسعى في مدلول واصلية أحداثها، إلى ذلك النحو من ممارسة جمع الأجزاء الروائية في صورة مقربة من حياة الساردة الشخصية، وهذا الأمر محل المستدعى في تداخل الدلالات ما بين موقع المركز والنص الهامش من حكاية الآنسة، فيما تبقى تحولات الأحداث مرتبطة ببعضها البعض، ودون أدنى مفارقة بينهما، فهناك قواسما مشتركة في الهواجس والمصير بين أحداث الشخصية المشاركة وصاحبة المذكرات كما أسلفنا سابقا، ذلك رغم دعوى الساردة باختلاف الدلالة، ولكنها حالة من أخفاء التداخل النصي من جهة المؤلف جزافا .

ـ هواجس النساء الوحيدات .

تكشف لنا الأحداث الروائية عن ذلك الزمن العلائقي الذي يربط بين الشخصية المحور وصاحبة المذكرات، دعما لذلك الانغمار ما بين (القارىء / المقروء) وهو ما يشكل حلقة الوصل الممتدة ما بين الطرفين، فيما يبقى الفاصل الوحيد ما بين الحكايتين، ذلك التداخل من جهة ذلك الحبيب الموعود عبر زمن قراءة المذكرات: (وانتزعني رنين الهاتف من نشوتي، واقتحمني صوته، لم يكن هو صوته الذي أحب، كان مغلفا بطبقة من الحذر والمجاملات الباردة، أضطربت، كان صوتي بادي الانفعال، كلانا يعرف مزاج الآخر من نبرة الصوت ونهايات الجمل المبتورة والصمت بين العبارات وذلك الممل الذي يطعن الكلمات ببرود . / ص11) العلاقة المتصلة بين زمن الشخصية المشاركة وزمن المذكرات، تفصلها فجوات سردية خاصة من الحوار بين الشخصية وذلك الرجل أو هي صديقتها عائدة في زياراتها المتواصلة إليها في بيتها، فالزمن والصيغة المطروحة ما بين المحاور الشخوصية في واقعة الخروج عن زمن قراءة المذكرات، تبدو كحالة تراتيبية غالبا أو كهيئة منوعة في زمن حوار الرجل مع الشخصية المشاركة: (: ـ ستأتي هذا المساء، ألن تأتي ؟ أرتعش صوتي قليلا ثم تلاشى في لهفة صادقة: ـ إذا دعوتني سآتي، أيمكن ألا أجيء ؟ .. أريد أن نتحدث، وأراك وأنت تصغين ألي فتنعكس المعاني وظلالها في عينيك وعلى وجهك وأصابعك وصوتك . / ص12 الرواية) هكذا نتعرف على نموذج المحاورة بين الرجل الحبيب والشخصية المشاركة ضمن حدود علاقة تراتيبية متتابعة في سياق مفترض من هواجس وأحلام الأنثى وحسب .

ـ مذكرات الآنسة ومحكي زمن الحكاية .

وعندما توافينا عتبة زمن المذكرات، تتبين لنا حجم الضالة الكبيرة في صوت الشخصية، وإلى درجة الأحساس بتعطل زمنها الأنثوي على قارعة العمر المتوقف، وبذلك المعنى الذي يسهم ويدفع جملة أفعالها وسلوكياتها في مواطن من حبكة الفتاة التي لا يشتغل فيها سوى عاطفة التمسك ببقايا أنوثة باردة: (أفرح وتعروني رعشة عندما ينادونني ـ الآنسة ـ أنسى سنواتي وجفاف أيامي، والتجاعيد الزاحفة على وجهي وحول عيني ـ يزعمون أن لي عينين جميلتين ـ وأزهو بالكلمة مثل مراهقة، أشم رائحة الانفعال تفوح مني ـ وتعلو وجهي الذابل نضارة طارئة . / ص13 الرواية) في حدود مثل هذه الاستدعاءات نتعرف على شخصية الآنسة منى برغبة الأنثى التي تبدو ظاهريا امرأة تواقة إلى حياة محفوفة بإيحاءات الاشتعال في الحلم النسوي والعيش في تشكلات ذاكرة معطوبة . ولاشك أن الكاتبة الدليمي أرادت من وراء شخوصها النسوية في الرواية أبراز أهواء وهواجس الفتاة المعطلة عن حياة التزاوج والعيش في أحضان فصول الزوجية الملائمة والمستقرة نفسيا وعاطفيا، لذا فأننا أصبحنا نعاين حكايتين بذات المستوى من المقاربة والإيحاء في استقصاء التسليم بالوقائع الحاصلة من حياة وحدة المرأة وعذاباتها الخاصة: (في الأيام الأخيرة صارت كلمة الآنسة توحي بقدر من السخرية والإشفاق ـ ولكنني مثل كل المزهوين بأنفسهم ـ أعمد إلى وضع غشاء التجاهل على بصيرتي، ولا أعبأ بما تنطوي عليه الكلمات من تعريض وإيحاءات جارحة / كل يوم أعود بعد الظهر من عملي ـ تغيرت أماكن عملي مرات كثيرة، عملت مشرفة في مكتبة مدرسية ـ ثم مدققة حسابات ـ ثم موظفة أرشيف ـ ومحررة في صحيفة طلابية ـ ثم مشرفة في مكتبة عامة . / ص15 الرواية) وتخبرنا الرواية على لسان حال الشخصية المشاركة والمتمثلة بشخصية حال الآنسة منى، بأنها وجدت في عملها في عالم المكتبة والكتب، ذلك الجانب الذي غدى يشكل كمولا راجحا في ذاتها، خاصة وأنها باتت تتعرف على المزيد من أسماء الكتب وأصحابها من الكتاب، ومن خلال عودتها إلى المنزل يواجهها ذات الهاجس بالكآبة وروائح الزمن الماضوي، ووجه والدها المريض بداء النقرس وفحيح أنفاسه المخنوقة بداء المرض الآخر الربو، وتخبرنا الشخصية أيضا حول ممارسة عاداتها اليومية في البيت، بدءا ممن دخولها إلى البيت وحتى طريقة ردود والدها المريض على تحيتها: (وأنا أحاذر من انفجار فقاعة الغضب، وينظر إلي كاظما حزنه وخيبته . / ص16 الرواية) كانت الشخصية في حقيقة واقعها تحيا داخل ممارسة يومية قاحلة من حياة الأنثى، وصولا إلى ترويض أحلامها الصغيرة باستنشاق جرعة عابرة من المعطرات النسوية العذبة، استكمالا لحلمها في العيش في مساحة ضيقة وهامشية من فقاعة الأنثى السعيدة: (كنت أضع قليلا من العطر على عنقي ومعصمي، وأغمض عيني لأتخيل أثر رائحته المستعارة . / ص17 الرواية) يجري إذا في الرواية استعراض لأهم بؤرة جوهرية من حاصل مكونات عذاب المرأة العربية في منزل الأب أو خارجه مع سوء الحظ والمصادفة، كما والأمر بدوره ينسحب أيضا على جهة الشخصية القارئة للمذكرات ومسار حياتها العضوية مع مرض الصداع المزمن مع خواء مفاصل حياتها من نكهة استقرارية الأنثى في بيت الزوجية والسكينة مع من تحب: (كانت يدي مطبقة على قبضة من أوراق التوت الجافة وكتلة من الغرين المتجمد اليابس .. سحقت الأوراق والكتلة في يدي ورميت بقبضة التبن والتراب إلى النهر .. وأنا أصيح .. وداعا يا سنوات الرماد . / ص8) من هنا يبدو أن الظروف الروائية متقاربة ما بين الشخصية المشاركة والآنسة منى، لتكون بذلك حلقة متكونة في ملحوظ سلسلة مشاهدها وتأثيراتها الدلالية المتحاورة ضمنا .

ـ المؤلف الضمني وإناه الثانية .

يتبين لنا من خلال أحداث وعلاقات فضاء السرد الروائي، بأن تجليات المؤلف الضمني ما هي إلا شكلية وظيفية وسياقية من صياغة واقع العلاقة المتحولة بعاملية السارد المشارك، وينضوي المؤلف الضمني في حدود معرض مادة الرواية، تتابعا وخطية أحوال ومقولات السارد المشارك المتمثل في محور الشخصية الروائية القارئة لسيرة المذكرات الخاصة بالآنسة منى .

1ـ الأنا الروائية في مقولة المؤلف الضمني:

تتعدد علاقة المؤلف الضمني بالمقولة الآنوية لخطاطة المؤلف الحقيق، وذلك ضمن شرائط مؤولة بصورة الرؤية والأحداث والأفعال في موقع المؤلف الضمني، وهذا الأخير بدوره يؤدي زمنا افتراضيا غير محسوسا في بنية السرد، اقترانا متخيلا في الإيهام بوحدات الإيحاء السردي الواقعة بين السارد والشخوص في الرواية، وعلى هذا النحو من الوظيفة والتوظيف وجدنا السارد المشارك في النص كمقدمة استرجاعية لنواة علاقات (المؤلف الحقيقي= المؤلف الضمني = السارد) امتدادا نحو تحولات السرد النصي بين جهة الشخصية المشاركة ـ السارد ـ ومشاهد دفاتر مذكرات الآنسة منى، والتي هي بمثابة العلاقة الإطارية الرابطة ما بين أحوال السارد المشارك وحكاية المذكرات: (قبل سبعة عشر عاما وكنت في سنة الأخيرة في الجامعة، سافر والدي منتدبا للعمل خارج البلاد، وأصطحب معه أختي وأشقائي الثلاثة / كان لابد أن أجد حلا فأما أن أعيش في القسم الداخلي أو أذهب للعيش مع جدتي وعمي . / ص18 الرواية) وتبقى لمراحل الشخصية منى ولمذكراتها الأثر الواضح في تمفصلات حياتها المستقبلية .. فمنى كانت تصر على والدها بقطع شجرة السدر من البيت، فما كان من والدها إلا الرفض القاطع متعللا بحكاية شعبية تحفظ لهذه الشجرة مكانة قدسية غريبة في مرجعية النص: (ـ حذاري يا أبنتي ويل لم يقطع شجرة السدر .. أن ذلك يجلب الأحزان والمصائب . / ص 18) وعلى هذا النحو كانت نبوءة شجرة السدر خير دليل على اشتعال حياة الآنسة منى بالأحزان ومحاولة الاغتصاب من قبل عمها الثمل رغم عدم قطع تلك الشجرة من البيت أصلا: (في المساء التالي عاد إلى البيت ثملا تماما وعندما كانت جدتي تهيىء العشاء جاء إلى غرفتي .. وأمسك بي وهمس بصوت مرتعش: ـ هيا تعالي . / ص 21) وعلى هذا النحو أخذت منى تتصدى لهجمات عمها مرارا، غير أن هذا لم يحدث لا في المذكرات ولا من جهة حقيقة الأمر .. ببساطة كانت منى تعشق زميلا لها في الجامعة وقد باشر في خدمة الجيش بعد تخرجه مباشرة،وكان ذلك في زمن الحرب، وقد أتفق الأثنان على الزواج على حد ما تخبرنا الرواية: (في غرفة النساء الوحيدات رائحة أنثوية خالصة أحتفظت بنقائها الحزين الخاسر، لم تشبهها نفحة من رائحة الرجال القوية .. وكلما دخلت غرفتي هاجمتني رائحة وأستقرت قلبي في الفراش . / ص24) .

ـ تعليق القراءة:

الحكي في الرواية إجمالا يقودنا نحو خلاصات المرأة وشجب مظلوميتها

و كأن الكاتبة الدليمي حاولت من خلال أوضاع ومصائر شخوص هذه الرواية، بثا وتشكيلا لزمن القراءة في غرف سرانية عوالم النساء الوحيدات . في حقيقة الأمر أن دلالات المبحث الأول من دراسة رواية (عالم النساء الوحيدات) ما هي إلا دلالات في مفكرة الروائي، إذ تبقى من خلالها الأشارات والمؤولات المحورية في النص عبارة عن مذكرات مخصوصة في صلب التداخل النصي الدؤوب تمسكا بذلك الدليل الروائي المتكون في مؤشرات محورية الدال المنفذ في حكاية وخطاب رواية الصوت الواحد .

 

حيدر عبد الرضا

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم