صحيفة المثقف

الادب هو الادب

يسري عبد الغنيتعددت ميادين الأدب المصري القديم وتنوعت؛ ولعل من أبرز أنواع الأدب المصري القديم "أدب الحكم والنصائح والأمثال" وهو ما يطلق عليه اصطلاحًا اسم "الأدب التهذيبي" أو "التعليمي" وهو ما يقصد به أدب النصيحة والتعاليم والحكم وأنماط التنشئة والسلوك العامة، وتأتي أهمية هذا النوع من الأدب في كونه مؤثرًا في تكوين شخصية الفرد وثقافته ومبادئه وأخلاقه، ولقد عُرف هذا النوع من الأدب منذ عصر الدولة القديمة، ولدينا منه مادة وفيرة تغطي جميع مراحل التاريخ المصري، فلقد حظي الأدب في الحضارة المصرية القديمة بصفه عامه بمكانة خاصة على مر العصور التاريخية، فقلد كان الأدب مرآه لكل عصر بما يتضمنه من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية كان لها عظيم الأثر في التأثير على العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية والسلوكية للأفراد في المجتمع المصري القديم.

و تمثل الأخلاق والمُثل العليا قواعد الأخلاق والسلوك التي تحدد للناس طريق السعادة فى الحياة الدنيا والآخرة، وتكفل لهم سبل النجاح والتضامن والتكافل كما أنها تعمل على تنشئة أبناء المجتمع على أسس أخلاقية وسلوكية تتيح لهم الانصهار فى المجتمع الذي يعيشون فيه، كما تشير القيم الأخلاقية والسلوكية ومدى تمسك الأفراد بها إلى طبيعة الحياة فى المجتمع .

ولقد كان المصري القديم متمسكاً بالقيم والمبادئ الحميدة واهتم بإقامة العدل وتحقيق مبدأ الماعت التي كانت تتضمن كل معاني الخير والصدق والحق والعدالة .

و لقد حرص الآباء والمعلمون على تعليم الأبناء والتلاميذ قواعد الأخلاق والمثل العليا والتي صيغت في أسلوب النصائح والوصايا التي هي نماذج من الفضائل الخلقية، وقد حثّت هذه النصائح الأبناء على التسلح بالتقوى، والخوف من الله، والبر بالوالدين، والتسامح، والأمانة، والإخلاص، احترام الملك،وغير ذلك من القيم الأخلاقية والسلوكية الحميدة فجاء الأدب المصرى القديم زاخراً بالأمثلة التى توضح فضيلة التحلى بالأخلاق الحميدة والقيم الأخلاقية والسلوكية والمبادئ ولدينا مادة وفيرة عنها تغطى جميع مراحل التاريخ المصرى القديم فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول الحكيم "بتاح حتب" من عصر الدولة القديمة :

"الظلم موجود بوفرة، ولكن الشر لا يمكن أبدًا أن ينجح على المدى الطويل".

"لا تكن فخورًا بمعلوماتك، استشر الجاهل والعارف"، وهو ما يقابل في ثقافتنا العربية: "ما خاب من استشار"، و"شاور صغيرك وكبيرك.

 

بقلم: د. يسري عبد الغني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم