صحيفة المثقف

رحيل شاعر الحب والجمال عبد الخالق فريد

جواد عبد الكاظم محسننعت الأوساط الثقافية في العراق وخارجه رحيل الشاعر العراقي الكبير عبد الخالق فريد؛ المولود في مدينة غماس بمحافظة القادسية سنة 1932م من أب يعمل موظفاً في المالية،  وبعد أربعين يوما على ولادته قتل والده من قبل لصوص في تلك الناحية، فانتقل إلى مسكن أهله الأصلي في بغداد وتكفّل بتربيته أخوه الأكبر غير الشقيق أحمد مختار فريد، فأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة بغداد، ولكنه اضطر لترك الدراسة وهو في المرحلة الثانية لظروف خاصة، وعمل موظفاً في المصارف العراقية حتى عام 1981م حيث أحال نفسه إلى التقاعد لأسباب صحية.

أول ديوان طالعته من شعره كان في سنة 1970م، وهو (صلاة العطر) الصادر في القاهرة في تلك السنة، وبعده (أنين القيثارة) سنة 1971م، ورحت أتتبع دواوينه السابقة واللاحقة وهي كثيرة، فأعجبت بها وأنا في عزّ الشباب المتوهج، ورأيت فيه شاعراً مجيداً أوقف شعره على التغني بالحبَّ والجمال والمرأة في زمن كان الشعر العراقي في غالبيته سياسياً ومتحزباً ومؤدلجاً كما يقول الناقد شكيب كاظم، بينما ظلَّ شاعرنا الغِرَّيد (يعزف ألحانه الشجية، واصفاً ومتغزلاً عابًا من النشوة ولذائذ الحياة ما شاء له الهوى)، فاستحق أن يصفه الناقد نفسه بـشاعر الحب والجمال وقيسيّ الوصال ونواسيّ الخيال.

صدرت لعبد الخالق فريد بين سنتي (1955 – 2005م) ثمانية عشر ديواناً شعرياً، ولم تخرج جميعها عن الإطار الذي ذكرناه، وعُرف واشتهر به، وحملت عناوين رومانسية جميلة، فكانت دواوينه: نداء الأعماق (بغداد 1955م)، أغاني الحان القديم  (بغداد 1960م)، العطر الضائع (بغداد 1963م)، أحزان البنفسج (القاهرة 1968م)، الشوق الغارب (القاهرة 1969م)، صلاة العطر (القاهرة 1970م)، أنين القيثارة (القاهرة 1971م)، أغنيات على شفاه الليل (القاهرة 1973م)، الرحيل في الدروب النائية (القاهرة 1975م)، مرافئ الأشواق (القاهرة 1982م)، من شفاه الورد (بغداد 1987م)، تراتيل الغروب (بغداد 1997م)، مجامر العبير (بغداد 1999م)، الشفق الجريح (بغداد 2000م)، في مأتم الورد (بغداد 2001م)، أغنيات القلب الرمادي (بغداد 2002م)، رجع الحنين (بغداد 2003م).

كما صدرت له مجموعة من الكتب الأدبية، مثل: ألياس أبو شبكة؛ دراسة أدبية (بغداد 1988م)، ومذكرات في الأدب؛ ومقالات أدبية (بغداد 2001م) .

وقد اعتني الشاعر عبد الخالق فريد بالرسائل الأدبية التي كان يتبادلها مع أدباء عصره في داخل العراق وخارجه وهي كثيرة، فجمعها وأصدرها في عدة أجزاء.

كتبت عنه وعن شاعريته مجموعة من الكتب الرصينة، منها: شاعر الأعطار والأنغام؛ دراسة في مقالات (القاهرة 1976م)، وشعر عبد الخالق فريد؛ آراء ودراسات نقدية (بغداد 1985م)، وعبد الخالق فريد؛ شاعر الحب والجمال للدكتور أحمد مطلوب، ومن رياض الأقحوان للدكتور عبد الله الجبوري، كما كتب عنه الكثير من المقالات الأدبية المنشورة في الصحف والمجلات العربية والعراقية منذ أول ديوان شعر صدر له في منتصف الخمسينيات وحتى أواخر عمره.

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم