صحيفة المثقف

تونس أصالة وتاريخ ...

علي سيف الرعينيمدينة القيروان، المدينة التاريخية ، مسجد ومقام الصحابي الجليل (أبي زمعة البلوي) وهو من الصحابة الكرام الذين شهدوا بيعة الرضوان، فسقية الأغالبة، وهي عبارة عن بركة كبيرة جدًّا يتم فيها تجميع المياه، مسجد عقبة بن نافع، المدينة القديمة ضمن سورها الأثري الكبير، وبين مبانيها وشوارعها الضيقة التي لا تدخلها السيارات ولا المركبات الأخرى، المركّب الثقافي في القيروان وهناحيث تقف عند صرح قصيدة قالها نزار قباني في أبريل 1995 مشيدًا بمدينة القيروان.

تقف تحت النوافذ الزرقاء،تلمس كل مدقّات الأبواب الكبيرة، تدقق على أبواب الزمن،تحلم بصوت يأتيك ملبيًا، يفتح لك الباب للالتقاء بمجد الأجداد.. وعند المساء تكون كل الأبواب موصدة، أبواب نامت خلفها الحكايات، لكن الصباح يكون كريمًا، تبهرك عراقة المكان، فهذا جامع عقبة بن نافع وهو آية عمرانية فريدة بأقواسه الكثيرة التي تشبه مسجد الحمراء في غرناطة، وتيجان أعمدته المختلفة، وهذا سيدي عبيد الغرياني الأثري الذي تم تحويله إلى ملتقى ثقافي، وهو أيضًا آية بالجمال العمراني الإسلامي القديم، وهنا بئر برّوطة، وهو بئر قديم جدًّا وعميق جدًّا وله قصة طريفة، وهي أن بعض الصحابة أصابهم العطش وهم في رحلة في المنطقة، افتقدوا كلبة ترافق قافلتهم تدعى (روطة) هربت منهم، عندما عادت إليهم كانت أطرافها مبلّلة، قادتهم إلى المكان الرطب، حفروا فيه فكان تحته البئر، وهناك جمل مربوط بحبل يلتف على بكرتين كبيرتين متعامدتين، يدور الجمل فتخرج الدلاء المربوطة بالحبل مملوءة بالماء، والمقولة أن من يشرب من البئر لا بد أن يأتي مدينة القيروان مرات عديدة، الجمل يأتون به صغيرًا ويكبر في نفس المكان إلى أن يموت، ثم يأتون بغيره وهكذا، وعلى ذراع المحور الذي تدور حوله البكرتان رُبطت العديد من المناديل والمزق القماشية الملونة، عقدها أصحابها مع أمنياتهم، وتفاصيل حلوى القيروان الحلوى المسماة ب (المقروض) والتي تختص بها مدينة القيروان تحديدًا، وهي عبارة عن عجين محشو بالتمر ومقلي بزيت الزيتون أو السمن، ومغطس بالقطر أو العسل كما يسمونه، الصحابة والأولياء والصالحين، مدينة الثقافة والفقه والشعر والأدب، مدينة العراقة التي تعبق فيها رائحة الأمجاد.

 

بقلم/علي سيف الرعيني

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم