صحيفة المثقف

مرثيةُ حمار

ريكان ابراهيمأهذا هو انتَ؟

أخيراً قضيتَ؟

خسرناكَ ياأصدقَ الأصدقاءْ

ووحدك مُلقىً على الأرضِ؟

أين الذينَ وقفتَ لهم عُمُراً في العطاءْ

سيبقى سجِلُّكَ أبيضْ

وبابُ وفائِكَ أعرضْ

صديقي الحمار

عزاؤك أنّكَ مُتَّ وحيداً

فلم يبكِ  موتَكَ منهم مُراهِق

ولا مُدّعٍ حُزنَه أو منافق

ومجدُك انك عشتَ بصمتٍ

ومُتَّ بصمتٍ

لقد كنتَ أرفعَ ممن يضخّمه موكبُ المقبرة

وأكبر من زمرة المُدعين الذين

لهم دمعةٌ جاهزة

وحَنجرةٌ تتقِن الكركرة

هنا ربّما يضحك السفهاءُ لأنّي

بكيتْ

وياليتهم يعرفونَ لماذا بكيت

ألا يستحقُّ الذي كان بَرّاً ،عفيفاً

قضى عُمره دون بيت

ألا يستحقُّ بكائي؟

لقد كان رمز الوفاءِ

فما قال كلا لمنْ كلّفوه

وكان صبوراً إذا جوّعوه

حنوناً  وإن عذّبوه

وكان ذكياً ويعرف مَنْ هو الآدمي

ولكنّ اخلاقه لا تبيح له أن يفوه

صديقي الحمار

لكَ المجدُ والكبرياء

هنا وحدك اليومَ تقضي

ومن دون قبرٍ ولا شاهدة

لكي لا تُزار كما زار غيرك جمعُ النفاق

كلابُ المجالس

فنمْ دون قبرٍ

فخيرُالقبور الدوارس

مصيرك مثل مصير الألى قدّموا للوطن

كُلَّ غالي الثمن

ولما قضوا نحبهم

توارى المريدون عنهم

ولم يمنحوهم كفن

***

د. ريكان ابراهيم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم