صحيفة المثقف

تعاظم طموحات ترامب بعد إجهاض قرار محاكمته في الكونغرس

بكر السباتينأجهض الجمهوريون يوم أمس السبت، بمجلس الشيوخ الأميركي مساعي خصومهم الديمقراطيين لإدانة ترامب بتهمة تحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس.. الأمر الذي عكس حالة من الارتياح بين مؤيديه الذين يتجاوزون السبعين مليون أمريكي جلهم من البيض البروتستانتيين.. وأنصار اليمين الأمريكي الذين أحرجوا موقفه مؤخراً باقتحام عناصر منهم مبنى الكابتول وتسببوا بتقديمه للمحاكمة التي أغلق ملفها .

وأعلن ترامب في بيان أن "حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل الولايات المتحدة عظيمة مجددا قد بدأت لتوها".

ومن باب إشاعة التفاؤل بين مؤيديه للظهور بمظهر  الزعيم الموعود لإنقاذ مستقبل البلاد، أضاف ترامب:

"في الأشهر المقبلة لدي الكثير لأتشاركه معكم، وأنا أتطلع لمواصلة رحلتنا الرائعة معا لتحقيق العظمة الأميركية لشعبنا بأجمعه".

ولا شك أن ترامب سيظهر للعامة مدى الظلم الذي تعرض له ليتحول كلامه  إلى شعارات استقطابية شعبوية، حين قال بأن "محاكمة مجلس الشيوخ كانت مرحلة أخرى من "أكبر حملة اضطهاد في تاريخ بلدنا".. وخاصة أن فريق الدفاع عن ترامب يصر على إن المحاكمة أمام الكونغرس غير قانونية لأن ترامب ترك السلطة، كما أن خطابه وسط أنصاره محمي بضمان الحق في حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي.

 وكانت محاكمة ترامب استمرت خمسة أيام في المبنى نفسه الذي تعرض للاقتحام من قبل أنصاره في السادس من يناير، بعد وقت قصير من سماعهم له يوجه خطاباً تحريضياً.

وأيد سبعة وخمسون عضوا في المجلس إدانة ترامب مقابل رفض ثلاثة وأربعين عضواً، مما يعني عدم توافر غالبية الثلثين المطلوبة لإدانة الرئيس السابق.

وانضم سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الخمسين إلى الديمقراطيين الموحّدين في المجلس لصالح الإدانة.

وفي المحصلة، إذ من الطبيعي أن يُفهم بأن الصراع العرقي وسياسة الاستكبار  وأجندة اليمين الأمريكي في بلاد العم سام ستطغى مستقبلاً على العقل الأمريكي الأبيض ولو أدى ذلك إلى ظهور حزب ترامبي يميني إقصائي.. يكون من شأنه لو تحقق؛ أن يعيد رسم الوجه اليميني الجديد لأمريكا.. وهذا بالطبع لن يترك على هواه؛ إذ سيواجه بحراك ديمقراطي هائل باتجاه ترسيخ وتنمية التعددية العرقية التي تسود الواقع الراهن في أمريكا تحت مظلة الحزب الديمقراطي الحاكم.. فهل نقول "على نفسها جنت براقش!" وأن فاتورة اليمين الأمريكي لو تحقق لترامب ما يريده ستتعاظم على صعيد العالم كونها ستعزز من موقف اليمين الأوروبي! وبالطبع لن يكون خافياً على أحد انعكاس ذلك على السياسة الأمريكية عالمياً.. الرهانات مفتوحة على كل الاحتمالات في غضون الأربع سنوات المقبلة التي ستعطي ترامب المجال لتنظيم أجندته حتى يتهيأ لمواجهة المستقبل العصيب..

 

بقلم بكر السباتين..

13 فبراير 2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم