صحيفة المثقف

آلام مهاجر

ريكان ابراهيمهُما مَنَفَيانِ، بلادي التي جئتُ منها

وتلكَ التي صرتُ فيها

وأنّى أُولِّ البقيةَ مني فثمَّ آغترابي

إلى الآنَ أسألُ نفسي:

أُيُعقَلُ أنيّ بلغتُ بياضَ مشيبي

ولم أرَ يوماً سوادَ شبابي؟

أُحدِّثكُمْ عن بلادي التي جئتُ منها

لقد جُعتُ فيها

وأُهملتُ فيها

وذُقتُ الأسى من ذويها ومن حاكميها

نعمْ .أنجبتْني

ولكنْ رمتْني

فقيراً مُهاناً على بابِ سِجْني

وكنتُ أُسمَّى مواطنْ

وإنْ فُهتُ حرفاً بوجهِ الفسادِ

يقولون: خائنْ

وتلك التي آستقبلتْني رأتني

غريباً ، وكُلُّ غريبٍ ذليلٌ وانْ

كان أرقى مقاماً وأكرمَ منها ومن ساكنيها

فليسا إذنْ مَنْفيَيْنِ ،

لأنَّ اللذينِ يضيقانِ ذرعاً

بمثلي هما مَبغيانْ

وانَّ الزمانَ الذي يُلجِيءُ الطيّبينَ الى

عيشِ مبغى زمانٌ جبانْ

فياليتني طائرٌ في السماءِ ،

صديقُ المَطر

وياليتَ بيتي غُصونُ الشجَرْ

ويا ليتني سابحٌ في الفضاءِ،

طليقٌ

بدون جوازِ سَفْر

***

د. ريكان ابراهيم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم