صحيفة المثقف

قمر غيور

نزار سرطاوي... هو ذاك هنالك لمّا يزلْ

عالقًا في مكانٍ

عَلِيٍّ

يحملق فيَّ بعينين باردتينِ

يُكبلُّ ظِلّي بهالتهِ

المستبدّةِ

يحصي مساماتِ جلدي وأنفاسَهُ

وكأنّي غريمٌ قديمٌ له

أو أسيرٌ لديهِ

قبيلتُه نسيَتْ أن تفاديَهُ

أو تحرِّرَهُ

أو لَهُ قلبَتْ بعدما رُشدُها ضاعَ

ظهرَ المِجَنّ

 

وأنا قابعٌ تحت سلطانِهِ

لست أملك غيرَ

الّتأني

 

كلما قلتُ:

تَغْشاهُ شاردةٌ من

غمامٍ

فيلقي بهيكله

تحت دفءِ عباءَتها

ويَكِنّ قليلًا

ويغفل عنّي

 

أو يدسُّ بكتلته

الكروية في حضنها المخملي

ويغفو

ولو لحظاتٍ

لعلّي ألاقي حبيبي

وألقي بنفسي على صدره

وأبثّ شجوني

يُطلُّ عليَّ

يماحكني بابتسامته

عابثًا

شامتًا

ساخرًا

من سذاجة ظنّي

 

لَكَأنّي به يتبرص بي...

أو يلاحقني

ألأنّي

 

إذا الطير آبت لأحلامِها

ومضى الناس كلٌّ إلى ليلِهِ

ومضيت لألقى حبيبي

يظلُّ وحيدًا

يدور

يدور

يدور

إلى أن يحين الأفول

فيذوي

ولمّا تزل تتصاعد ما بين أنفاسه

خلجات التمني؟

***

نزار سرطاوي

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم