صحيفة المثقف

يهْزِمُني الْأرَق

عبد اللطيف الصافييُدْهِشُني

صفيرُ بلبلٍ يُهَدهدُ شَفَتيْكِ

غمازةٌ جَامِحةٌ تضُجُّ بالحَنِينِ

يُعْجبُني

بَرِيقُها علَى وَجْنتيْكِ

وفي عيْنيْكِ

نَظراتُ طائِرٍ تُصَافحُني 

بِخَجلٍ فاتِنٍ

كُلّما رَمَيْتهُ بِمعْجونِ الْبوْحِ

يرْتعِشُ قلْبهُ المُوَزَّعُ بيْنَ سمَائَيْنِ

وظِليْنِ

يتَأرْجحُ في قفَصهِ بيْنَ مدِّ وجزْرٍ

وأَنا نَايٌ

 محْشوٌ بشدْوِ العَصَافيرِ

في غَابَةٍ مهْجُورةٍ

ملَلْتُ منَ الإنْتِظارِ

عنْدَ مُنْعطفاتِ الخَيْبةِ

سأُصْغي للرِّيحِ يا حبِيبَتي

إذْ تُبلِّلُ شفَاهَكِ الذَّابِلةَ

ورَفِيفُ فَرَاشةٍ

تَطايرَتْ أَجْنِحَتُها منْ كفَّيْكِ

وتوَسَّدَتْ ذاكِرَتي

أسْتدْعِي فخَاخَ اللّيْلِ

لأهْرُبَ مِنْكِ

يَهْزمُني الْأرَقُ

فَأجِدُكِ في حُلْمي

مثْلُ دَاليَّةٍ

تَحْنُو

عَلى غُصْنِها المَيَّالِ إلى الْيَسَارِ

ترْعيْنَ خِرافي

عَلَى وَقْعِ النَّدى الشَّفِيفِ

تُرتِّبينَ سلَّةَ الضَّوءِ

في عَتْمةِ رُوحِي

وتَبْتسِمينَ فِي الْخَفاءِ

***

عبد اللطيف الصافي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم