صحيفة المثقف

صادق السامرائي: يزيد بن أبي سفيان وعمواس!!

صادق السامرائيأكتب عنه لأن الأوبئة تدخلت فأخذته، وقذفت بأخيه معاوية إلى مقدمة الأحداث، التي تفاعلت في واقع الأمة وأصابتها بالمعضلات الجسام، وقد أغفله التأريخ، وهو لم يَعقب.

يزيد بن أبي سفيان  (605 - 639) ميلادية، عاش (34) سنة،  أسلم بعد فتح مكة، وإستعمله النبي على صدقات بني فراس من قبيلة كنانة وكانوا أخواله، وهو أحد القادة الذين أرسلهم أبو بكر لفتح الشام، ويلقب بيزيد الخير، وكان من العقلاء الألباء والشجعان المذكورين، وشهد حنين وأعطاه النبي من غنائمها الكثير، وهو شقيق أم حبيبة إحدى زوجات النبي.

وعندما إصطفاه أبو بكر للقيادة كان حريصا على وصيته خوفا عليه لشبابه من الزلل ونزوات الرئاسة والقيادة، وكانت وصية ذات عِبَر وكأنها صراط قيادة منير.

وأصبح أميرا على الشام بعد معركة أجنادين التي كان أحد قوادها الأربعة، ومات في طاعون عمواس سنة (18) هجرية، مع عدد من الصحابة الأفذاذ، ونجا معاوية منه الذي كان برفقته، فأخلفه مكانه، وأقره عمر إحتراما ليزيد.

قالوا فيه:

"أسلم يوم فتح مكة  وحسن إسلامه وكان جليل القدرة سيدا فاضلا"

"..وهو أحد الأمراء الأربعة الذين ندبهم أبو بكر لغزو الروم، ومشى معه تحت ركابه يسايره، ويودعه، ويوصيه، وما ذلك إلا لشرفه وكمال دينه"

"كان أول الأمراء الذين خرجوا إلى الشام"

 ولما فتحت دمشق (13)  هجرية، أمّره عمر بن الخطاب على بلاد الشام.

وكثيرا ما يخلط الناس بينه ويزيد بن معا وية، فمعاوية سمّى إبنه بإسم أخيه.

والحقيقة التي ربما يغفلها المؤرخون أن الإسلام لم يقوِّض الهيكلية الإجتماعية القريشية، بل أبقاها وإستثمر فيها، فقادة قريش قبل الإسلام هم القادة المبرزون بعد فتح مكة (8) هجرية،  التي أسلم معظمهم في حينها، ومنهم أبو سفيان وولديه.

ويزيد ين أبي سفيان، أصبح قائدا وأميرا بعد (5) سنوات من إسلامه، ومضى أميرا لخمسة أخرى، حتى قضى عليه الطاعون، ولربما مضت الأمور في الشام على غير ما سارت عليه لو بقي أميرا عليها، لكن وفاته غيّرت مسار التأريخ وألقت بأحداثه المتوالدة على أكتاف الأجيال من بعده.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم