صحيفة المثقف

عدنان الظاهر: الضوءُ

عدنان الظاهر8 ـ الضوءُ

الليلُ نهارُ

أطفأتُ النجمةَ ليلةَ حاقتْ أقماري

وترصّدتُ القنديلَ وما يبقى من دمعِ التأويلِ

حَطَبٌ في نارِ المندى

وزهورٌ ينشرُها حبلُ غسيلِ النجمِ الهاوي

حُبٌّ هذا لهوٌ هذا يا مولانا ؟

أرهقني جوُّ ثقيلِ الضوضاءِ

فقأتْ عيني صُورٌ تهتزُّ كموجةِ أجراسِ الإنذارِ

خضّتْ عَصَباً ينتأُ لا يرعى عَهْدا

لا يحفظُ للشاهدِ وُدّا

غَرِقتْ أحواضُ سفينِ المرسى

وتآكلَ زنجيلُ المرساةِ ونادى فوق الصاري رَبّانُ

هذا موئِلُ من فارقَ أحبابا

وتسلّقَ عامودَ الضيقِ يُبعثرُ أوراقا

يتنفسُّ من سَرَفِ الجمرةِ في عينِ الذيبِ

تهوى عيني

تتباطأُ ضَرباتُ الأوتارِ بصدرِ الشوقِ الضاري

قَدَري هذا

شأنُ الراكبِ أسواطَ نقيقِ الرَعْدِ

عَلُّقتُ تباشيرَ الإصباحِ على حرفِ شرابِ الأقداحِ

أنْ أنهجَ دربَ صحيحِ الأفراحِ

الصبرُ المُرُّ سمومُ الصوتِ الصدّاحِ ...

الضوءُ مُضِرٌّ جِدّاً

يتراكمُ جيلاً جيلا

يتخفّى ما بينَ شقوقِ الجدرانِ

ويُنيرُ مداخلَ أجوافِ الإنسانِ

لا ضَجّةَ لا هزةَ سفحٍ مكشوفٍ

لا علّةَ فوقَ المعلولِ

لا مأربَ مأمولا

الضوءُ الساقطُ ينتحلُ الأعذارا

يستقطبُ رُهبانَ خفافيشِ الليلِ

لا يسقطُ عفوَ الخاطرِ يستجدي عَطْفَ الظلِّ

هئّْ للضوءِ الساقطِ نِبْراسا

جَهّزْ للرحلةِ أبواقا

وسُرادِقَ للماشي خوفَ الإملاقِ .

***

دكتور عدنان الظاهر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم