صحيفة المثقف

جودت العاني: اتحزن مثلي؟

إن غفوت،

لأدنو، قليلاً من الصحو

علي، اناجي طقوس التجلي..

إن هجرت وعودي وظلي ..

إن دنوت من الصمت

في معبد الشوق

اشكو زمان التحلي

بصبر الجِمالِ

وصعق البروق

وحتى صراخ التمني ..

هو العالم السفلي،

يملؤه القيح

وعصف التجني ..

وبالقرف المدمى

هو الزمن المسمى

إغتراف الصديد

من عيون الجياع

ومن ليلٍ طواه القهر

حتى استُبيحتْ

دروب التمني..

ليلٌ، اراه يهذي..

في ذهول،

لمْ يعد يحمل معناه ليمضي

مثل كل الحالمين،

إنه ليل سقيم

يحمل الموت الوشيك ..

يحتويني ويحتويك ..

**

هو ذا المسار

وقد بانت ملامحه عليك ..

**

اتحزن مثلي،

إن تهافتت الرؤوس

على النفوس الفاجرات

في فناء الكون مسحوقاً يريك ..

مشهد الأوباش في كل معترك شريك..

**

احمل المشكاة في عقلي وقلبي

وانا ابحر في تلك الفضاءات العجاف

أحمل النور

بصيصاً في نهايات النفق..

إنه ليل الغسق

يقتفيكِ ويقتفيني ..

**

مثلما تُبحرُ انتَ،

في خضم الموج لا تنظر خلفكْ

لا تبعد ساحل الاشواق عن ناظريك..

انت مهووس بعوم البحر

حتى في السبات..

ماذا , لو تصحرت البحار

او جفت ينابيع البراري ؟

سأظل ظمأى

لا حياة ولا ممات..

**

اتحزن إن شكوتك وحدتي

وانا اطاول رحلتي

عند السواحل

في غياب المستحيل ..؟

انه الهم الثقيل

فلقد تكالبت الخطوب

وسفتْ، رمال الصمت من حولي

لتحتسيني وتحتسيك ..

**

لم اكن رقماً سخياً

ولا حتى مغامر

فأنا امضي كحد السيف

في اعلى المنابر..

انتِ في عيني

ولا للحرف معنى

وركوب البحر في منفى المسافر..

لم تعد في مرفأي غير المقابر..

**

احزني مثلي وكوني

انتِ مثلي

تعتلين الموج مثلي

كأطياف الكواسر..

**

آه، من صمتك

كم كانت دعاباتي تريق الوهم

ما بيني وبينك ..

انه الصحو وقد جاءت تعاويذي

كما جاءت تعاويذك تشكو زرقة البحر

وزبد الموج يعلو،

يرتجيني ويرتجيك..!!

***

د. جودت العاني

05/07/2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم