نصوص أدبية

حامد عبد الصمد: تعبتُ الآن من ظلّي!

1- عتبة

إنّي أنا المغروس

- رغم ملامح حزني -

في أرض الطيبة ، والمروءة..

التي لم تزل تشيّع أيّامي ،

يوماً بعد آخر ..!

أهرب  من دمعة لا تجفّ

ومن قلق يسير في الليل إلى المجهول

أهرب من حلاوة الأملاح في الريح

اهرب من جلال الحزن

فوق  سرير النوم

أستفيق - بنقاء الفجر-

في كتب ترتدي الشعر

تبحث عن نوافذ من عيون

في بسمة الحزن الجميل

يتوهّج قلبي ..

يبحث عن عنوان ضائع

في عاطفة ،سامية ، فذّة

أترك  بعضي

خلف زجاج النافذة

أهرب من بعضي لبعضي

وتدور النفس على نفسها

مرة ..مرتين

أدري:

أنّ الكواكب تسير

تسير

والساعة العجلى

تحاول جاهدة

أنْ تعبر بنا

إلى ضفة عام جديد

أدري..

ولكن.......

**

2- وداع

من فيض القلب

وساحل الروح

من رمز القصائد

والمرافئ الجديدة

من نجمة تشعّ في المدار

قد هيّأت ُ زورقي

ولوّنته بأجمل ألوان

طيبة أبي الخصيب

وجعلته

أحلى من الرطب المعسّل

وله نكهة حلاوة (نهر خوز)

وكدّستُ فيه شرائع محبّتي

وصناديق أشعاري

على الرغم من أنّني

لا أملك إلاّ حفنتين

من تراب الطفولة

وحزمتين

من شعاع قريتي ( الحمزة)

وقطرتين من ماء نهر حمدان

وهو يزهو بالمشاحيف

وشباك الصيادين..

وصدى صوت العصافير ..

وهي تبوح بأسرارها الغالية

على شرفات المساء ..!

ويقظة سيّدتي الجميلة

في  قريتي الحمزة(المحيلة )

وهي خلف مرايا هواي

تضحك من البكاء

ربّما .......!

- ها قد عبرنا الوقت .. وأتمنى ذلك..!

ما دامتْ بقايا الحكمة في صدري

وما دامتْ لوعة الشعر

في أمواج العينين ..!

- أه هل أعبر ...؟

- لم يجفّ نبع الذكرى

والنبع عنوان المحبّة ..

ونشيد الإخلاص

- ما الجدوى ..؟ سأفتح نافذة المعقول ..!

كي تتسع حروف الأبجدية ..

- لم أزل على جدار الوحدة .. آه...آه

حتى ظل الشجرة

قد رحل عنّي ..!

لمّا أزل منكفئا ًفي عام مضى ...!

أتطلّع إلى أيّامه الراحلة .. !

- أعرف أنّ الصبر جميل

- وصبرت على كفّ الريح الشتويّة

وهي تقدّم لي البرد والأحزان

وأقدّم إليها حرارة أشواقي ..

وذاكرتي الممطرة بالوجد ..

والودّ والياسمين ..!

أعذرني أيّها العام

ودّعتك ..أجل ودعتك

بصوتي القرويّ الحقيقي

المتعب بالأمل

والخيبة

بالحيرة

والاطمئنان

بالحركة

وسكون السكون

بالثقة والشكّ

بالترقب والانتظار

أيّها العام

كلّ أيّامك

قد عبرتها

بتراتيلي الخاصة

حتى وإنْ تاهت بي الأقدام ...!

وطارت

بعيداً .. بعيداً

كلّ أوراقي ..!

***

حامد عبدالصمد البصري

 البصرة – العراق

في نصوص اليوم