صحيفة المثقف

أحمد الحلي: سِرُّ الليلِ

احمد الحليالليلُ خيمة الأنامِ

فثمةَ أسرارٌ ومناجيات

ولقاءاتٌ تتمُّ تحت جُنحِهِ

بين محبين

برّحَ بهم الشوقُ والوجدُ

وهناكَ بطبيعةِ الحال

من لديهِ مآربُ أخرى

ثمةَ زوارقُ للذكريات والحنين

تتهادى برفقٍ فوقَ موجِهِ

ودموعٌ تغرورقُ بها المآقي

بوسعِكَ أن تستحضرَ الآن

آلافَ الصورِ مما يطفو في الذهنِ

البعضُ منها يُبهِجُ النفسَ

والبعضُ الآخرُ

يتركُ في القلبِ ندوباً وقروحاً

ولا سيّما ما كنا اختبرناه

بأسىً ومرارةٍ على السواترِ

إبانَ ضياعِ نضارةِ العمرِ

جرّاءَ حماقاتِ قائدٍ معتوهٍ

اعتلى كرسيَّ الحكم

على حينِ غفلةٍ من الزمن

كان الليلُ يمرّ هناك

ثقيلاً طويلاً

مليئاً بالخوفِ والهلعِ والهواجس

بوسعِكَ أن ترى

بدلاً من النجومِ المتلألئةِ

قنابرَ التنويرِ وهي تنزرعُ

فوقَ رأسِكَ ترصدُ وجودَكَ ونبضاتِ قلبِكَ

وربّما خيَّمَ الهدوءُ والسكينةُ

على المكانِ ليلاً

فيُغريكَ ذلك للقيامِ بجولة في المكانِ

الذي قذفتكَ المقاديرُ فيه فتقودُكَ الخُطى

إلى حيثُ لا تدري

فتتوهُ بعيداً ، وعلى حينِ غرّةٍ

تسمعُ أحدَهم يصرخُ بوجهِكَ زاعقاً:

– قف !

تتسمّرُ في مكانكَ مذعوراً

منتبهاً إلى مصدرِ الصوت،

تجدُ جنديّاً يصوّبُ بندقيتَهُ صوبَ رأسِكَ

ثمّ يصرخُ بوجهِكَ كرّةً ثانية:

– سرّ الليل !

***

أحمد الحلي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم