شهادات ومذكرات

بسام فاضل: مانديلا أسطورة السلام و التحرر وقهر الاستعباد والاستبداد العنصري

مقدمه: غاندي مارتن لوثركينج سبارتاكوس جواهر لال نهرو عبد الناصر جيفارا.. عظماء جسدت معنى الإنسانية وإضاءة طريقها نحو الخلاص من الاستعباد والاستبداد والاستعمار بكل صوره وأشكاله وكونت النواة الأولى والبذرة التي مكنت الشعوب من إشعال فتيل مقارعة الهيمنة وألبتها ووحدت صفوفها في مواجهته وأكسبتها الفضائل والسبل التي جعلت منها تواصل ثورتها وعودتها الصبر على المكارة والممارسات الفتاكة لقوى التخلف ألرجعيه العالمية والامبريالية التي أرادت فرض واقع القوة واحتكار عرق الشعوب واستغلالها استغلال يجير لفئة قليله محدودة لأتملك سوى إنضاج عفونتها وفرزها في وجوه الفقراء المستضعفين، فكان أن مهدت أفكارهولا القادة ونضالهم إلى كسر قيود الظلم والانطلاق بثوره حررت الواقعين تحت نير العبودية ومهدت إلى ارتقاء الإنسان وتبوئه مكانته في المجتمع المكانة التي تحفظ  كرامته وأدميته وتهيئ له العيش ككائن منتج تحفظ حقوقه وإبداعاته دون أن يكون هناك متحكم في كينونته وطريقة عيشه طالما وهو مؤمن بحق غيره في ممارسه الأسلوب الأمثل الذي يرتضيه وبما لا يضر بالإنسان والمجتمع والطبيعة .

مانديلا..رحيل أسطوري:

رحيل مخلدا للناسك قضى حياته يصلي لأجل انتصار قضية شعبه فلم ييئس لحظة واحده أمام جبروت الكم الهائل من النفوذ الذي يمتلكه أرباب السلطة والثروة لإيمانه أيمان مطلق أن ما بحوزتهم ليس لهم فيه شي ولا يملكونه اخذ عنوة من مستحقيه وسوف يأتي يوم لابد للحق أن يعود لأصحابه وان المسائلة مسالة وقت وهذا الوقت مرهون بمدى عزمه وإصراره وصبره وتفانيه في لملمة جراح شعبه وتؤازر صفوفه لمواجهه ذالك المستغل الذي أنتج الثالوث الرهيب الجهل والفقر والمرض، الذي كان من الإفرازات التي خلفها نظام الفصل العنصري وقعد شعبه حبس لهذه الأمراض بحيث عطلت قدراته ألجسديه والعقلية ونحت به منحى جعل منه ألعوبة بيد أصحاب النفوذ وأصبحوا مستغلين لايملكون قوت يومهم الابما تفضل به الأسياد الذين يعملون بالمقابل على شفط مجهودهم وقواهم الخائرة.

 ولم تخيفه قواتهم وبطشهم واستطاع بعد كفاح مرير وسجن دام لاكثرمن 27ان ينتزع ما ناضل من اجل ويعلن نهاية الفصل العنصري ويحقق المناضل الاممي مانديلا السلام والحرية لشعبه ويعلن عن لجنه الحقيقة والمصالحة التي أزالت مساوئ الفصل العنصري ومهدت إلى مصالحه ومساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد جنوب أفريقيا ويعلن عن انتخابه رئيسا لجنوب أفريقيا كأول رئيس اسود.

 

بداية تشكل مبادئ الثوري الأفريقي:

عندما ذهب مانديلا إلى ألجامعه لتلقي دراسة القانون كان الإفريقي من بين ألطلبه الدارسين فبداء يشعر بممارسات الفصل العنصري والتمييز في المعاملة وفي الحقوق وقد كانت ألجامعه تحوي ثقافات مختلفة اجتماعيه وسياسيه وحينها صادق الكثير من أصحاب الأفكار السياسية  من جنسيات متعددة وتعرف على المبادئ ألتحرريه وقرى الكثير عن الفلاسفة والعظماء المفكرين العالميين الذين أرسو نهجا ترتب عليه عدم الأغرار بالممارسات التي ترتكب بحق الأفارقة السود وانه يجب عليهم أن يكونوا مستغلين في كفاحهم  وبان يناضلوا لأجل حق تقرير المصير السياسي للأفارقة والتحالف مع القوى المناهضة للاستعمار والرجعية والامبريالية المتخلفة .

لم يتسنى لمانديلا النضال بلا هوادة ضد القوى التي اغتصبت حق أقرانه وأهانت حريتهم دو غطاء سياسي يستطيع عبره أن يخوض نضالاته ويستطيع أن يقنع مناصريه والواقعين تحت الظلم بأهمية التحرك لانتزاع حقوقهم وأرضهم التي تذهب خيراتها وثرواتها بيد المحتكرين وكذلك يستطيع بناء فكرهم السياسي وينظمهم في جماعات فاعله ومؤثرة في كل مكان مستعدة لتلقي التوجيهات وتنفيذها حال صدورها وتشكل مصدر إزعاج للنظام المهيمن وتظهر كقوة سياسيه في وجهه وفي الساحة من الممكن أن تجلب أنظار وتعاطف كل المعارضين لنظام الفصل العنصري والداعيين للمساواة الإنسانية وإزالة الفوارق بين أجناس البشر في العالم فانظم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي .

 

توجهات مانديلا وفكره :

عرف مانديلا بميوله القومية وهو ديمقراطيا اشتراكيا وصف بابي الأمة وانظم أليه الكثير من الأصدقاء واستطاع أن يبني تحالفات مع كثير من الأصدقاء والمنظمات المناهضة للفصل العنصري ويمضي في رحلات لشرح قضيته وكسب التأييد والمؤازرة سافر إلى مصر حيث التقى بجمال عبدالناصر وأعجب بالإصلاحات التي نفذها كسب تأييد الاتحاد السوفيتي وعدد غير قليل من القادة والزعماء الأفارقة الذين ساندوه وناهضوا صراحة ممارسات الإبادة وجرائم الفصل العنصري، التقى بالعديد من الكتاب والصحفيين والسياسيين الذي شنوا بعدها حمله من الكتابات والتحقيقات لكشف التمييز العنصري .

بدا مانديلا نشاطا سياسيا صرفا قبل أن يلجئ إلى حمل السلاح مارس من خلاله التظاهرات ألسياسيه والعصيانات ألمدنيه وركز بدرجه أساسيه على ضرب مصالح النظام في المرافق والدوائر الحكومية وخطوط الإنتاج وشكلت تلك الاجرءات صداعا وانزعاج واجهته السلطات بالعنف قتلت الآلاف واعتقلت الكثير وشردت قرى من مواطنها  وأنشئت المحاكم حيث حوكم بالخيانة العظمى ثم برى منها وقد واصل نشاطه واقفا ضد أزاله قرى الأفارقة السود وتجمعاتهم والتي تحول على إثرها إلى التفكير في حمل السلاح  وإنشاء معارضه مسلحه كانت تركز في مبادئها على عدم الإضرار بالمدنيين واستغلال الأوقات المناسبة بقطع خطوط الهاتف واستهداف المنشات العسكرية و المعسكرات ومحطات الطاقة .

 

سنوات السجن:

اعتقل مانديلا مرات عده وتم الإفراج عنه إلا أن المحكمة التي كانت في 12-6-1964م حكم عليه بالسجن المؤبد واثنين من رفاقه بتهمه التحريض على العنف والانتماء للشيوعية  رغم مناشدات المنظمات الإنسانية والحقوقية وغيرها وهو الحكم الذي تم إسقاطه بعد27عام من تاريخ المحاكمة  انتقل خلالها في ثلاثة سجون كان أشهرها سجن جزيرة روبن في زنزانة منفردة مسحتها 8×7قدم  رطبه وينام على حصير جاف منعت عنه كل وسائل الاتصال بالعالم لخارجي عدا زيارة ورسالة كل ستة أشهر وتحت ألمراقبه الدقيقة ولم يخرج  إلا بعدان مضى عليه18عام تم تخفيف الاجراءت عنه بعد انتقاله في ثمانينات القرن الماضي إلى سجنين ساموا وفيكتوريا ومن ثم إطلاق سراحه في تسعينات القرن الماضي بعد تدخل المجتمع الدولي وإعلانه نهاية حكم الفصل العنصري والدخول في مفاوضات ترتب عنها انتخابات كسبها حزبه وانتخب هو رئيس لدولة جنوب أفريقيا .

أثرت سنوات السجن في صحة مانديلا وأنهكت قواه وتسببت بأمراض  شتى اجبر على العمل الشاق وتعرض للأهانات المتواصلة والاعتداءات الجسدية بالأخص في سجن روبن .

 

ثمرة النضال:

أن ما يمكن التحدث عن رحله 67 عام من النضال المتواصل والشاق فقد تكللت بالحرية للأفارقة ومكنتهم من إنها الفترة الاستعمارية وزوال نظام الفصل العنصري وأجراء خطوات سريعة لانتشال الأفارقة من الفقر والجوع والمرض فأجرى إصلاحات في المجال الاجتماعي والصحي وإصلاحات زراعيه ألغت القوتين التي سيطر بفعلها الفصل العنصري على أحقيه السود في تملك الأراضي و العمل في السوق والانتقال إلى الحياة الآمنة والتامين على حقوقهم السياسية والاجتماعية والصحية .

كما قام مانديلا بعد التحرر وأنتها نضام الفصل العنصري بعمل مصالحه وطنيه مع السكان البيض وكانت عبارته الشهيرة أن الشعب الشجاع لا يخشى ألمسامحه والمصالحة من اجل السلام .

حصل مانديلا المناضل الاممي على ما يقرب من 250جائزه كان أشهرها جائزة نوبل للسلام  والعديد من الشهادات وكرمته ألجمعيه العامة للأمم المتحدة بإعلان يوم ميلاده 18فبرايراسمته يوم مانديلا لنضاله ضد الفصل العنصري بتخصيص 67دقيقع لعمل شي للآخرين وهي الفترة التي قضاها مانديلا في النضال 67سنه   نضال ِ.

إلى العام 99م حين أعلن ترئسه لدوله جنوب إفريقيا لفترة رئاسية خلال( 94م-99م) وشغله منصب الأمين العام لدول عدم الانحياز في فتره سابقه وعين سفير للنوايا الحسنه واستمر بعد ذلك مرجعيه وطنيه ودوليه قبل أن يعلن في عام 2004م الانزواء والتفرق للجلوس مع آسرته رافضا التصريحات والمقابلات الصحفية والخروج في المناسبات العامة فقط إلى أن وافاه الأجل 5في ديسمبر2013م .

 

تقرير: بسام فاضل

 

في المثقف اليوم