شهادات ومذكرات

حسام محيي الدين الآلوسي الإنسان الحر والمفكر العقلاني

ali almirhigحسام محيي الدين الآلوسي، مفكر عراق من تكريت، مواليد 1934.

حاصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة كامبرج بإنجلترا عام 1965.

أطروحته للدكتوراه بعنوان:

The problim of Greation In Islamic Thought.

أي "مشكلة الخلق في الفكر الإسلامي".

عمل تدريسياً وأستاذاً ورئيساً لقسم الفلسفة بجامعة بغداد.

درس في جامعة الكويت وترأس قسم الفلسفة فيها من عام 1974-1978، ودرّس الفلسفة بجامعة بنغازي قبل ذلك في عام 1968. و قد درّس الفلسفة بجامعة صنعاء في اليمن عام 2004.

هو عضو لأغلب الجمعيات الفلسفية العربية، وعضو فرع الفلسفة في المجمع العلمي العراقي، ومستشاراً لكثير من المجلات الفلسفية المحكمة في الوطن العربي.

ترأس في أواخر حياته قسم الدراسات الفلسفية ببيت الحكمة منذ عام 2006 وحتى وفاته عام 2013.

ينحدر من عائلة دينية

 له العديد من المؤلفات الفلسفية المهمة، منها:

- مشكلة الخلق في الفكر الإسلامي 1968.

- من الميثولوجيا إلى الفلسفة، أو بواكير الفلسفة قبل طاليس 1973.

- حوار بين الفلاسفة والمتكلمين 1980.

- الزمان في الفكر الديني والفلسفي 1980.

- دراسات في الفكر الفلسفي الإسلامي 1980.

- الكندي وآراء القدامى والمحدثين 1985.

- التطور والنسبية في الأخلاق 1989.

- الفلسفة والإنسان 1990.

- الفلسفة اليونانية قبل أرسطو 1990.

- حول العقل والعقلانية 2005.

- إبن رشد (دراسة نقدية معاصرة) 2006.

- الفن: البعد الثالث لفهم الإنسان 2008.

- الفلسفة: آفاقها في بناء الإنسان والحضارة 2010.

- في الحرية - مقاربات نظرية وتطبيقية - 2010.

- نقد المناهج المعاصرة لدراسة التراث الفلسفي العربي الإسلامي 2011.

ركز جل كتاباته عن حرية التفكير والرأي، وقد وجد في حرية القول الفلسفي تعبيراً واضحاً عن العمق الحضاري لمتبنيي هذا الرأي، لأن القبول بالقول الفلسفي يحمل في طياته قبولاً للتعددية بوصفها أصل التواصل ومضومنه الحقيقي، فلا فلسفة من دون تعددية تحترم التواصل والإتصال المعرفي بوصفه أُساً وقاعدةً لبناء عقل إنساني تنويري، لا يستبعد الإختلاف الفكري بوصفه تكاملاً لبنيان العقل ولا يُنكر الذاتية في رؤيا الفيلسوف، ولكن ذاتية الفيلسوف هذه وعقلانيته لا تعني إقصاء ذاتية فيلسوف مغاير، وهذه من سمات الفلسفة أي فلسفة يمكن لنا أن نُطلق عليها سمة الموضوعية، لا لإنها موضوعية لذاتها وبذاتها، بل لكونها تمتلك قدراً كبيراً من التواضع لأنها بحث عن الحقيقة وليس إدعاء لإمتلاكها، وفي البحث والتقصي تحفظ وتقدير للرأي الآخر، فلعل في قول المختلف إستكمالاً لرؤية غابت عن الفيلسوف الآخر. وتلك هي الموضوعية في الفلسفة رغم طابعها الذاتي أو الشخصاني.

لذلك هو يرفض ربط الآيديولوجيا بالفلسفة، لأن الأخيرة تصدر عن الحياة الاجتماعية كلها، أم الآيديولوجيا فهي تُعبر عن حاجة ومطامح فئة من الفئات الاجتماعية، كطبقة معينة أو فئة عرقية معينة وهكذا. وهذا يعني أن الآيديولوجيا لها قصدية نابعة عن أو من إرادة الجهة الممثلة لها للتعبير عن مصالحها، بينما تجد الفلسفة تسير وراء بحثها عن الحقيقة. ويبقى مشروع الفيلسوف هو الوصول لرؤية شاملة للكون، وتفسيره تفسيراً عقلياً، وتبقى كل أقواله ورؤاه مجرد إفتراضات قبلة للنقاش، على عكس الآيديولوجيا، فهي دوماً مغلقة.

وضع الآلوسي قواعداً للدرس الفلسفي أهمها:

- لا وجود لمحرم على الفكر الفلسفي، تناولاً وبحثاً وتأملاً ونشراً.

- كل فكر هو نتاج محدد وإنعكاس لوضع قائم، وكل معرفة هي معرفة محدودة في الزمان والمكان والإمكانات المححدودة للإنسان، وليس من حق أحد أن يفرض رؤيته على الآخرين، فلا معصومية لفكر إنساني.

- كل نص خاضع لمقتضيات وجوده زمانياً ومكانياً.

- إن المعرفة الإنسانية معرفة تكاملية، فينبغي علينا أن نبدأ مما إنتهى إليه الآخرون.

- الرأي والرأي المضاد، تكامل وتصحيح لا إلغاء في ولا إقصاء، لأنه جزء أصيل من طبيعة وجود وتكوين العقل البشري الخطاء. لذلك تستلزم هذه القواعد ركون العقل عندنا لتقبل الإختلاف والصدق والتسامح وتقبل الحرية، وجعل الحوار أصلاً في التعايش للوصول للإقناع ورفض الصراع، ومحبة السلام.

كان ناظماً للشعر ومن شعره:

ها أنا والمشيبُ جللَ رأسي

 وفؤادي بحِكمة الدهر عامرُ

 ويقيني يزداد في كل يومٍ

 أننا لُعبةٌ وذا الدهرُ غادرُ

 ولا أُخفيكم سراً أنني لا أهوى الآلوسي شاعراً، وأني فيما كتب من شعرٍ عموديٍ أرى الجواهري له كاره. لأني أهواه مفكرا، و عقلي لا يستهويّ أن يكون الآلوسيُ غير مفكرٍ لا شاعرا.

 

 

في المثقف اليوم