شهادات ومذكرات

عزيز الحاج عَلمٌ وتاج!!

صادق السامرائيقامة عراقية ثقافية فكرية مناضلة مكافحة إنسانية سمقاء، يفخر بها العراق ويتباهى بدورها الفكري الخلاق، الذي فتح آفاقا معرفية ورسم ملامح صيرورة إدراكية ذات قيمة حضارية شماء.

عزيز الحاج الذي قرأنا له العديد من المقالات وتابعنا كتبه وما يطرحه من رؤى وأفكار وذكريات، وتجليات وإقترابات وإنعكاسات وتأملات ودراسات وتحليلات.

وكنت من قرائه في الصبا ومتابعا لكتبه بعد ذلك، وكم تناقشنا بما طرحه وتناوله من أفكار، فالرجل ماركسي الهوى والتوجهات، لكنه حاول أن يبني تجربة ذات قيمة عملية وتأثير معاصر في الواقع العراقي والعربي، ويبدو أن التصدي لمحاولاته قد تعاظم، وجهوده قد تحاصرت، فما وجد بدا من الإعتزال والإمعان بالتفكير والنظر في أمور تخص الواقع العراقي والعربي والإنساني.

وبرغم ما يُقال عنه ويُذكر من قبل الآخرين، لكنه عَلم عراقي يستحق الإستذكار والتقدير والإحترام لعطائه الثاقب الحصيف، الذي يمكن الإستفادة منه لبناء تجارب ذات قيمة إنجازية عملية تضاهي ما تحقق في بلدان أخرى، مضت على ذات النهج وطوعته ليتوافق مع مفردات ما فيها من القدرات والطاقات والعادات والتقاليد.

عزيز الحاج فيما يكتبه إجابة واضحة ودامغة على الأسباب التي أودت بالأحزاب الشيوعية في الواقع العربي، وتشخيص سريري صائب لما أصابها من الأمراض والنكسات والإحباطات والتآكلات،  التي أودت بحياتها ووضعتها على قارعة طريق الويلات والتداعيات، ورمتها في وديان المنبوذات، ووجهت ضدها العمائم التي راحت تتهدج بخطبها على منابرها الناقمة على ما جاءت به من رؤى ومنطلقات.

عزيز الحاج كان من الممكن أن يبني تجربة قويمة ويضع الحزب الشيوعي في مساره المقبول والمتوافق مع الواقع العربي، لكن القوى المضادة لمساره ورؤيته حتمت عليه الخروج من دائرة التفاعل المتوثب للوصول بالتجربة إلى منتهياتها العملية، وإنجازاتها المعبرة عن حقيقة المعنى الفكري والرؤيوي لمنج مسيرة نجحت في العديد من المجتمعات وانتكست في مجتمعاتنا، لما رافقها من زوابع عدوان ورفض وإتهام لا يتصل بجوهرها الإنساني ومنطلقها الثوري النضالي الجديد.

تحية لهذا الجهبذ المعرفي النضالي الذي توفي في غربته كأي العراقيين الأفذاذ الميامين.

وإن العراق ولودٌ وَواعدٌ!!

 

د. صادق السامرائي

21\1\2020

 

 

في المثقف اليوم