شهادات ومذكرات

رجائي عطية... فيلسوف المحاماة والمحامين (1)

محمود محمد علي"الأسس والمنطلقات"

إنه لشرف كبير أن أكتب عن السيرة والمسيرة لأحد كبار المحامين في مصر والوطن العربي هو أستاذنا المحامي والمفكر والأديب رجائي عطية، الذي أرسي مفاهيم ومبادئ وأسس فن المحاماة في إطارها المعاصر، وارتفع ببنائها شامخاً، ولا زالت بحوثه ودراساته في المحاماة والمحامين تملأ الميدان، ينهل منها طلاب كليات الحقوق والباحثون فيها، فمن فيض عطائه في علم المحاماة تعلم المحامي كيف يكون العطاء، ومن شموخه واعتزازه بنفسه علم كل تلاميذه من المحامين كيف يكون الشموخ؛ كما كان رجائي عطية مثالا يحتذي به للعلماء العاكفين علي العلم، والمتمرسين في تخصصهم، المتعمقين في فروعه وقضاياه، وهو خير مثال علي وعي القضاء وعدله، استوعب في داخله قيم القدوة، وروي هذه القيم من تجربته، وأحاط ذلك كله بوعي ثري، جعله من أبرز وأشهر المحامين طوال 40 عاما وحتي الآن، ومن أقواله :"... فإن المحامي إن فقد القدرة علي الأداء واستشعر الخوف وارتعدت فرائسه، وأحس أنه يمكن أن يهان في لحظة، أو أن يحال بينه وبين أداء واجبه بسطوة السلطة فقد قدرته علي أن يعطيك وفقد قدرته علي أن يحميك .

ورجائى عطية، مؤلف وكاتب مشهود، صاحب حضور متشعب في الحياة النيابية، وفى إتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومجمع البحوث الإسلامية، وجمعية المؤلفين، والمجلس المصري للشئون الخارجية، فكان نظره ثاقباً في تأهيل وتكوين الأجيال الجديدة التي تحتل الآن مراكز قيادية بالدولة المصرية ؛ وهو بلا شك يمثل حدوته مصرية تشهد على الآصرة المتينة بين الأدب والمحاماة، والعطاء المتبادل بينهما، بدايات رجائى عطية الأدبية بدأت وهو طالب بكلية الحقوق، واستمرت معه لم تقطعه المحاماة عن عالم الفكر والأدب، ولعل إليهما نبوغه في المحاماة وتربعه على قمتها علما من أعلامها العظام فى هذا القرن والقرن الماضي وواحد من أبرز فلتأتها فى تاريخها كله، فكان سيادته يمثل مسيرة حافلة من العلوم القانونية والمرافعات القضائية، كانت ما بين قضايا اجتماعية وقضايا مؤسسية، وأخري دولية أعادت لنا سيرة أساطين القانون في مصر، رسمت ملامح طريق جديد لمستهل درب القانون وكتبت بحروف من نور لتكون تلك مسيرة الحياة .

ولذلك أقول : قليلون هم أمثال الأستاذ رجائي عطية في عالمنا العربي المعاصر .. قليلون هم الذين جمعوا مثله بعقلانيته وديمقراطيته اللتين تجلتا في فكره وفي سيرته لشخصيته وفي اجتهاداته في ميادين متعددة من المعرفة ؛ في الفقه الإسلامي، وفي علم اللغة، وفي علم التاريخ، وفي الموقف السياسي الجرئ من القضايا العامة في وطنه مصر وفي العالم العربي.

ويستطيع المتتبع لسيرة رجائي عطية أن يري بوضوح أنه كان منذ شبابه الأول، مختلفاً عن سواه من أقرانه في شؤون الدين والدنيا، باحثاً بشغف عن التغيير الديمقراطي في العالم العربي، طامحاً بجهد حقيقي إلي تحقيق ذلك التغيير في الفكر وفي السياسة وفي السلوك، وفي الفهم الحقيقي للدين ولقيمه الروحية، ضد كل أنواع الخرافات والبدع التي أدخلت عليه وجعلته عائقاً أمام التقدم. وهو مستمر في تميزه حتي الآن (متعه الله بالصحة والعافية) . وكان كل من تفرده وتميزه يحملان طابع الثورة وسماتها.

فالثورة بالنسبة له إليه لا تتحقق أهدافها بمجرد الرفض لواقع معين، أو لنظام معين، أو لمنظومة أفكار معينة. بل هو كان يراها عملاً متواصلاً يتصف بالجهد المبدع والشجاع، بحثاً عن البدائل الضرورية للواقع القائم وللنظام ولمنظومة الأفكار السائدة . الثورة، بالنسبة إليه، كانت، في كل حياته وفي عمله الفكري والسياسي، فعل تغيير في كل اتجاه التقدم. هكذا كان موقفه عندما التحق بكلية الحقوق ليصبح واحدا من كبار المحاميين المصريين، فكل شئ من منظار رجائي عطية وظيفة تصب في صالح الحياة الإنسانية تحققاً لحرية الإنسان وسعادته ؛ إذ لا عبث في حركة التاريخ كما كان يقول . ومن هذا المنطلق قرر أن يتخذ من اللغة الموقف الثوري نفسه الذي اتخذه من القضايا الأخرى، عندما اكتشف بوعي مبكر أن اللغة ليست مجرد علاقة تخاطب بين الناس، بل إن لها وظيفة أكبر من ذلك وأشمل، تتمثل في دورها كأداة تقدم.

كانت نظرة رجائي عطية، منذ وقت مبكر إلي الأشياء وإلي الأفكار وإلي الناس أفراداً عظاماً ومؤسسات من شتي الأنواع، محكومة بفكرة أساسية هي فكرة الإبداع الدائم . والإبداع عنده يتطلب بالضرورة، البحث عما يغني حياة البشر، ويحررهم من كل ما يعيق تجدد حياتهم وتطورها، ويحقق لهم الحرية والكرامة والتقدم والساعدة . وهذا ما أكسبه قيمته الفكرية الكبرى، وجعله واحداً من كبار رواد النهضة المعاصرين في ميادين العلم والمعرفة التي اجتهد فيها وأبدع وقدم الجديد الذي رسم له شخصيته المميزة.

ولد رجائي عطية في السادس من أغسطس  عام 1938م بشبين الكوم من محافظة المنوفية وهو نجل المرحوم عطية عبده المحامي (نقيب محامي المنوفية والذي حصل علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، عام 1959م )، وحصل علي ليسانس حقوق من جامعة القاهرة عام 1959، وحصل علي دبلوم العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1961، عمل بالمحاماة (1959- 1961)، ثم بالقضاء العسكري في وظائفه المختلفة وبالمحاكم العسكرية، وعمل بالمحاماة مرة أخري من 1976 وحتي الآن،

لم يكن المفكر الدكتور رجائي عطية ليتحدث بالقانون داخل أسوار المحاكم ويختزل هذا العلم في عقله فحسب، فكان للمحاميين وافر الحظ في أن يستمد من علم رجائي عطية الكثير من خلال لقاءاته وبرامجه التي قدمها علي شاشات الفضائيات والذي كان أبرزها: أمانة صوت العقل، وبرنامج الحقيقة علي شاشة قناة المحور. ولم يكتف رجائي عطية الخلوق إلي التحدث علي شاشات التلفاز من خلال برامج قدمها أو شارك فيها كضيف، بل اتخذ سبيلا آخر، وهو الكتابة فقد كانت له مؤلفات عديدة من أبرزها : من هدي النبوة في مدرسة الرسول، ومن هدي القرآن وذلك الكتاب لا ريب فيه، ويسمك اللهم، ونواب القروض بين الإدعاء والحقيقة، والإنسان والكون والحياة، وقضية الجمارك. وكانت أبرز مؤلفاته الجديدة : دماء علي جدار السلطة، وحقائق القرآن وأباطيل الأدعياء، ومن تراب الطريق " 7 "، وتأملات غائرة، واصطباحة الأحباب ... دعاء ومناجاه، وفي مدينة العقاد المجلد الثاني النبوات والإسلاميات، وماذا أقول لكم، وترجمته لكتاب قد تكون الديانة تجسيد للعقل عن جورج سانتايانا وكتابه حياة العقل...وهلم جرا

وقد اشترك في لجان الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين والمنظمات الدولية والاقليمية وفي العديد من المؤتمرات القانونية في مصر والخارج. له اهتمامات أدبية وثقافية فمن البرامج الدورية التي كتبها للإذاعة منذ أوائل الستينات: " من هدي القران – من التراث العربي – في مثل هذا اليوم – الموسوعة الإسلامية – أضواء على الفكر العربي – معركة المصير".

كما كتب عدداً من السيناريوهات للأعمال الدرامية التي قدمت في التلفزيون، مثل قصة رجل المال للأستاذ توفيق الحكيم، وقصة امرأة مسكينة للأستاذ يحيى حقي. كما كتب العديد من المقالات المختلفة والتي نشرت في العديد من المجلات والجرائد اليومية المصرية. واشترك قاضياً أو باحثاً بالقضاء العسكري في أشهر القضايا : اضطلع في المحاماة بالدفاع في أشهر قضايا العصر مثل قضية التكفير والهجرة (1977) خالد الاسلامبولي ( 1981/ 1982) قضية الجهاد ( 1982/ 1983) وزارة الصناعة (1986/ 1987) وغيرها.

كانت له كتابات للإذاعات المصرية والعربية:  الدين والحياة – الموسوعة الاسلامية – أضواء على الفكر العربي – بسم الله – يارب -من هدي القرآن – ذلك الكتاب لا ريب فيه- على طريق الإيمان- سيوف الله- العهد العمري – باسمك اللهم – حطين  – تراجم وسير إسلامية – قرأت لك – المجلة الثقافية – من هدي النبوة – في مدرسة الرسول – من التراث – معركة المصير – مواقف إسلامية – نساء خالدات. كما كانت له مقالات من منشورة : في كل من مجلة منبر الإسلام منذ عام 1969 وصوت الأزهر وجريدة الأهرام الصباحي والأهرام المسائي والأخبار والمصور وأخبار اليوم وروز اليوسف والجمهورية والأهالي واللواء الإسلامي والجيل والأحرار والمال.

ومن الكتابات الدرامية له في التلفزيون المصري : رجل المال لتوفيق الحكيم (سيناريو و حوار)، امرأة مسكينة ليحيى حقي (سيناريو وحوار)، وصمت جاك فارجيون – بول بورجية (سيناريو وحوار.

وكان عضو مجلس الشورى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عضو باتحاد الكتاب، خبير بالمجالس القومية المتخصصة، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية،  رئيس مجلس إدارة جريدة المال.

وقد شهد له الكثير من الباحثين والمفكرين، فنجد الأستاذ خليل الجيزاوي يكتب عنه مقالاً بعنوان : " رجائي عطية  حكيم الفكر والمثقف المستنير" (منشور ضمن مجلة الرافد – عدد 214)؛ حيث قال :" في حياتنا أعلام وقامات قادوا الحركة الفكرية والأدبية والاجتماعية والسياسية، ونجوم أضاءت سماءنا بتعدد مواهبها وعطائها، وفقهاء قانونيون حلقوا بأجنحة الأدب والفكر، فجمعوا بين واقعية القانون، وخبرات المحاماة، وخيال الفن والأدب.. فهو الكاتب المفكر، المبدع، الفقيه، القانوني، الأديب، الباحث، وكاتب السيرة النبوية في رحاب التنزيل.. واستعرض المقال ما قاله "د/ يوسف نوفل" أستاذ النقد الأدبي بكلية البنات بجامعة عين شمس على أن المدخل الثقافي إلى عالم " رجائي عطية " هو التعددية الثقافية. كما أشار المقال إلى أن "رجائي عطية " من أصحاب الرأي الذين لا يخشون فيما يبدون من آراء لومة لائم، ولا يضجرهم أن يختلف معهم غيرهم. واستعرض المقال توجهات "رجائي عطية " في عالم الفكر والأدب بأن بها أكبر الأثر في المواقع التي شغلها وساهم فيها بفاعلية وبعمق فكره وموهبته المتميزة. واختتم المقال موضحاً أن الفكر الإسلامي المستنير هو في أصله حلقات متصلة متعاقبة بين الأجيال، وأن "رجائي عطية " يمثل إحدي حلقات هذا الفكر في عصرنا الحاضر.

كما وصفه تلميذه الأستاذ محمد راضي مسعود (أحد كبار المحامين المصريين) بأنه عرفت هذا الرجل وشاهدته وهو يترافع أمام اصعب الدوائر الجنائية فيأسرها لدرجة انها ابدا لم تقاطعه بل وكأن لسان حالها يطلب منه أن يزيد وألا يتوقف فكلامه منغوم ويستند للقانون وفكره مرتب وتسلسله منطقي لا يوارب ولا يزيف الكلام ومن أجل ذلك احترمه القضاة واجلوه لأنه يعرف ما عليه قبل أن يطالب بما له هذا الرجل اعطى للمحاماة وللمحامين من خلال كتبه ومؤالفته القانونية والأدبية الكثير ومازال لديه المزيد من العطاء للمهنة ولأبنائها الشبان الذين حرمهم القدر من القدوة.. ولكن هذا الرجل هو خير قدوة لهذا الجيل اللامحظوظ الذى حرمه القدر من رؤية اساطين واساطير المحاماة انها كلمة حق هذا الرجل هو امتداد لهؤلاء الاعلام وهو مكمل لتلك السلسلة من هؤلاء العماليق  حق هذا الرجل ومكانته وقدره وعلمه وعبقرتيه وفكره هو ما دعانى للكتابة عنه تلك السطور.

ويستطرد محمد مسعود فيقول :" قدرك أيها العملاق أنك أتيت فى عصر تقزمت فيه الأشخاص والاشياء.. قدرك أيها الصادق الواضح الصريح، أنك أتيت مع أيام النفاق والكذب والمواربة، مع أصحاب الوجوه المتعددة.. قدرك أيها الفارس المبدع، أنك لا تجيد الضرب من الخلف، ولا تعرف إلا مواجهة الفرسان.. قدرك أنك أتيت في زمن القراصنة الأفظاظ قساة القلوب.. قدرك أن رد فعلك لا يتغير بتغير الزمان والمكان والظروف.. قدرك أنك كبير في زمن صغير.. وقدرنا أننا لم نقسطك حقك فكانت خسارتنا أكبر فلم نستفد من علمك وفكرك وحسن بيانك يكفيك أن هناك ألاف يعرفون قدرك ويضعونك على الرأس وفى المقدمة.

كذلك قال عنه تلميذه الأستاذ مجدى عبد الحليم (أحد كبار المحامين المصريين أيضاً):" اسم لا يحتاج الى لقب لتعرفه فهو يعرف نفسه بنفسه فلو قلت عنه المحامي الاديب الذى تتشكل على يديه المعاني وتنساب على لسانه وقلمه الكلمات عذبة فضفاضة في أدب جم ولا يقف المرء أسيراً لبراعة أسلوبه وجمال وتناسق كلماته فحسب، ولكن يأخذه دقة الهدف وسلامة المنطق وصدق التوجه فيما يدعو اليه، فلا يتحدث عن قضية دون علاج، ولا ينادى بشئ دون التزام به أولاً، ولا يدق ناقوس خطر إلا ويضع الحل والعلاج الناجع اللازم له.. يحمل على كتفيه شجون الوطن ويسعى متعبداً من تراب الطريق في دولة الأيام .. حتى كان حصاد رحله عمره ما يقارب الأربعين كتاباً فهو عميد أدب عصره وجيله .

ويستطرد مجدى عبد الحليم: "وإذا اكتفيت بلقب المحامي عنه فأنت بلا شك تقف أمام قامة وهامة ليس لأبناء جيله وعصره فحسب ولكن لكل الاجيال على مدار تاريخ المحاماة فى مصر كلها،فهو محامى، محترف، جسور جسد نموذجا وقدوة وأسوة حسنة، تواصل مع أساتذته العظام والذى يخص دائما منهم بالذكر محمد عبد الله محمد الذى استنشق من رحيق علمه وإنتهل من فيض عطائه الأدبي فى مجال المحاماة مع باقي أساتذته .. ثم سار على درب هؤلاء متخذا منهجا وأسلوبا أشبه أن تكون مدرسة خاصة في المحاماة قدم فيها عطاءه الخاص فصار المثل والقدوة لأجيال المحامين من بعده وأحد عمالقة مهنة المحاماة على مدار تاريخها ثم قدم صكا لكل محام في درته الرائعة رسالة المحاماة التي يجب أن تكون الأساس في مكتبة كل محام بعد أن جمع رصيدا ضخما من حصاد المحاماة لازال يطرح ثماراً يانعة عن عبقرية محام على مدى خمسين سنة محاماة أعطاها الرجل من عمره لهذه المهنة العريقة دون انتظار مقابل ولكنها أعطته الحياة والخلود بين أساطين المهنة كلها سيذكره التاريخ ما بقيت مهنة المحاماة .. ومن هنا يقف الرجل بطبيعته عملاقا بين نجوم الادب والمحاماة لأن نجوميته لم تتحقق من خلال حركة أو زعامة طلابية بين طلاب الجامعة، ولم يتقلب في مدارس سياسية أو فكرية أو عقائدية فلم يحب شيئا ثم يبغضه فنجده مثلا يحب الفن ويستمع الموسيقى ولم يجهد نفسه فى تبرير حرمة الغناء والموسيقى أو حلهما ولم يستخدم خطاب التبرير عن مخالفات الماضي وأخطاء الحاضر ولم يحشد الناس ليخطب فيهم كزعيم أو نائب فى البرلمان بل كان دوما المحاضر والمفكر والاديب والمترافع ترسخت كل قناعاته من صميم وجدانه وتركيبة شخصيته وتصدر قرارته من أم رأسه لا يمليها عليه أحداً غيره ولا يتحمل نتائجها إلا هو وحده.. إنه رجائي عطية.

وفي نهاية حديثنا عن رجائي عطية لا أملك إلا أن أقول تحية طيبة لأستاذنا الفاضل الذي كان وما زال يمثل لنا نموذجا فذا للمفكر الموسوعي الذي يعرف كيف يتعامل مع العالم المحيط به ويسايره في تطوره، وهذا النموذج هو ما نفتقده بشدة في هذه الأيام التي يحاول الكثيرون فيها أن يثبتوا إخلاصهم لوطنهم بالانغلاق والتزمت وكراهية الحياة، وإغماض العين عن كل ما في العالم من تنوع وتعدد وثراء.

وتحيةً أخري لرجلٍ لم تستهوه السلطة، ولم يجذبه النفوذ ولكنه آثر أن يكون صدى أميناً لضمير وطني يقظ وشعور إنساني رفيع وسوف يبقى نموذجاً لمن يريد أن يدخل التاريخ من بوابة واسعة متفرداً.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم