شهادات ومذكرات

صادق السامرائي: عريب بن سعيد القرطبي وعلم الأجنة وطب الأطفال!!

صادق السامرائيمن أطباء قرطبة في القرن الرابع الهجري، أديب وشاعر مطبوع ومؤرخ، وذو علم بالنحو واللغة.

لا يُعرف تأريخ ميلاده لكنه توفى سنة (369) هجرية.

كان من الأطباء اللامعين والممارسين الماهرين في الصنعة، يعتمد آراء الأقدمين ويتابع أفكار المعاصرين ويدخلها في مصنفاته الطبية؟

وتفاعل مع العديد من أطباء عصره، ودرس إبقراط وديوسقريدس وجالينوس.

مؤلفاته: إختصار تأريخ الطبري، تقويم قرطبة، عيون الأدوية، خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين، (وهو أول كتاب عربي في إختصاص طب الأطفال)

ينتمي إلى أسرة من المولدين سكنت قرطبة، عمل في خدمة الدولة بالأندلس وتبوأ مناصب إدارية.

وجاء في مقدمة كتابه (خلق الجنين...): " وذكرت ما يخص الملوك نفعه، ويغبط عامة الناس جمعه، من تدبير الأجنة وأسباب الولادة، وأحكام القبول وسياسة التربية التي جعلها الله علة النسل أو علة للنسل وأوعية للزرع ومستقرا للنطفة.

ثمّ ذكرت خلق الأجنة في الأرحام ومواقيت تحريكها، والعلاج المعين على صحتها، والأسباب المستدل بها على الذكران والأناث منها موقتان، بأن الله وحده يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد، وكل شيئ عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال"

يمكن القول بأن عريب بن سعيد رائد التخصص بطب الأطفال،  فهو الذي وضع في كتابه المؤلف من (15) فصلا، (خلق  الجنين وتدبير الحبالى والمولودين)، أسس التخصص بطب الأطفال، ولو أن الرازي سبقه في الكتابة عن الأطفال، لكنه لم يعده تخصصا وإنما ضمن ضنعة الطب العامة.

فهو من أوائل الأطباء الذين فكروا بالتخصصات الطبية، ووضع المنطلقات الضرورية للشروع بالتفرغ للتخصص الطبي، بدلا من الممارسة العامة للطب.

وبهذا تكون الأمة سبّاقة لغيرها في التفاعلات العلمية اللازمة للوصول إلى أفضل السبل لتقديم الرعاية الكاملة للإنسان والتفاعل مع الصحة البشرية بأساليب متقدمة على عصرها.

وعريب بن سعيد، يقدم مثلا عن أنوار الأمة الساطعة الأصيلة الإبداع.

عاشت أمة الأنوار المعرفية المتوهجة!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم