نصوص أدبية

أسئلة الهبوط إلى الجنة / ابراهيم الغالبي

 

كم غيمةٍ حبسته في أمطارها

حتى أتيت بنسمةٍ كي تطلقه!

 

مِنْ مُرّ ظنّه أبدلتْهُ حلاوةً

عيناك وانتبه اليقين ليرمقهْ

 

فإذا صحاريه احتفال بيادرٍ

ونداك قبلة عاشقٍ ما أشوقه!

 

فكّي طلاسم غيبه .. فلكم وكم

عانى لجهله كلَّ سرٍّ طوّقهْ

 

هو لم يكن يدري لأيِّ حكايةٍ

ينأى به سفرٌ وقلبٌ أرهقهْ!

 

ولأيّ مغزى كان وجهه فارغا

إلا اصطبارا خائفا أن يهرقهْ

 

ولِمَا يسير على خطى مكرورة

يسعى إلى الباب الذي قد أغلقهْ!

 

الوقت .. كان الوقتُ يسرق ظله

ويهاب لحظة ومضه أن يسرقه

 

تتشعّب الأصداء في وديانه

فيذوب ثلجا في أوار المحرقة

 

لا شيء يملك من ممالك غيبهِ

لا شيء يبحر في مداه ليغرقه

 

حلمٌ توسّدكِ ارتعاشا أرّقهْ

من أنتِ كي تحيي جفونُكِ مشرقهْ؟

 

كيف اهتديت إلى مكامن وحيه

و تلوتِ بسملة القصيد مموسقة ؟

 

حتى تأجج فرط كلّ غصونه

وزها بسنبلة الحياة المورقة!

 

يحياك في وهج اشتهائك هدأةً

و لطالما وهجٌ كذلك أقلقهْ!

 

أيقظتهِ للصحو فيكِ فلا يعي

إلا امتزاجك واحتلالك منطِقَةْ

 

ما كل هذا الغيم يشرب أفقه؟

ما كل هذا الورد يملأ أطرُقَهْ؟

 

كيف ارتقى فوق التباس كيانه

وجمعتِ في كفّيه ما قد فرّقه؟

 

فسّرتِ كلَّ معاني الأشياء، ثمّ ..

فتحتِ جمهرة الحروف المغلقة

 

و خلقتِ من أشلاء حاضره يداً

مُدّت إلى أوتاره .. كي تخلقهْ

 

ذابت على شفتيك روحه دمعةً

كم ذاب في شفة أبت أن تلعقه!

 

 

 

 

 

في نصوص اليوم