نصوص أدبية

امتلاكُ ما لا يمكن .. استحالةُ ما يُملَك / إبراهيم الغالبي

في لحظة أرى فيها أنني

أتكرر في كل لحظة ..

أزجّ بأشياء متشابهة

لاختلف معي ..

حول كيفية التمعن في اتساق الصفات

وفوضى التعرف على الجهات

والجهات النقيضة ..

لا فرصة لإغماض الليل

فالنهار سيعلن شمسه

ويمزّق ستارة الماء عن وجهي الكئيب

وسيزعل المنطق المتشاغل بي

حدّ فسخ اعترافاته المعقودة بين ظلي ..

ومعنى الصوت الصادر من صفّارة القلب

القلبِ الخانعِ لاحتلال الخفقات

والرازح تحت شغاف البحر الحيّ

الذي أموت في مدلهمّات أمواجه منذ سنين

 

أنا رجسٌ من عمل الشعر ..

وأنت؟

ما يكون اقترافك لكلّ هذا السرد من الحكايات؟

ما يعني أنّك تأكل ألف رغيفٍ في وجبة المساء

على مائدة بيضاء ..

تزيّنها الأسماء .. ؟؟

تعشقها الشياطين الخفيفة الظلّ؟

الواثقة من عبورك إلى سلال التمتع بالعبور؟!

 محاولةً أخرى ..

وتقطف من وراء سياجك حديقة الله

لأبقى أنا

الفائر بخسارة حتى الأحلام الرضيعة

واختلاط النوايا بنوايا أخرى

واقتسامي المحتدم إلى ..

مثنى وثلاث ورباع من النساء الشهية

سأبقى أنزلق على حيتان البحر

وأحصد بكل إيمان

رؤوس الملائكة الصغار ..

المحشورين في صندوق الجنة قديمة

 

لا أرغب في منح الحروف المثلية

شرعية أن تكون حروفا

سأكتفي بكتابة قصدك من وراء ستار

خالعا عني وجهي الذي لا يعجب أيام الأسبوع

ولا حتى جمعة الرصيف

 

لك أن تزيحني عن نافذة هذه القصيدة

السارقة المسروقة

أن تجمعني في إناء الزاوية المقابلة لظلك

وتصبّ على رمادي قطراتك السماوية

المنعطفة عن غيمة نبوءتي

ثق أنني سأبتهل ..

سأكرر دعاء الغرقى الماضين

أتنازل رويدا رويدا عن سفني الضائعة

وعن ممالكي البيزنطية .. التي ينتهي فيها الجدل في ثانية

وعن حمولات الجمال الهاربة

وعن إمارة صحراء بلا أمير

وعن أكياس الطحين في مخادع النساء

وعن كل شيء ملكته لحظة لم أكن أملك شيئا

سأنحني لوقوفك نخلة لا يتساقط منها سواي ..

على رأسي ..

سأرضى بأقلّ من النزر اليسير الذي وفّرته العواقب الوخيمة

فكل ما أقوى أن أستر به هذا التلاشي

هو أن أتلاشى ..

أتلاشى فيك بلا احتضار غبيّ

ولا موت متخلّفْ

 

سأظلّ أغمس خبز حصاري

بما يُعصَر من أحرفِ العيد

 

أعلم أنني ازداد جوعا ..

وكآبة و شوارع منتهية و تجارة كاسدة

ورفوفا أبحث فيها عن كتابٍ ضاع

سأظلّ أجدَفْ

وأنا أعلم أن البحر بطاقة دعوة مزوّرة

والموج هراء بعض الصداقات الغبية

والشواطئ حكاياتٌ قديمة لم تعد

تملك سرّ الهدهدة في ليل يهرب من ليل

 

يا كلّ هذا الصراخ المتناغم في الصومعة

هل يملك أحدكم للصمت

طريقة واضحة .. سهلة .. ممتعة؟

 

لشكوكي .. طعم يقين امرأةٍ

وليقيني ..

امرأة مشكوكٌ في شرف وجودها

واختلاط هذا النهار بالليل

يجعلني أحار ..

كيف أكون بين المضيئين والمظلمين؟

 

أملك مسمارا وجدارا و يدا و مطرقة

لكنني لا أملك ..

صورة كي أعلّقها هنا!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1578 الثلاثاء 16 /11 /2010)

 

 

 

في نصوص اليوم