نصوص أدبية

نص الأسئلة التالية

هل ترى من فطور؟

   

كانا يحملان ندى الله .. يسيلان تحت ثياب القمر، يغتسلان في واحة لم تطأها  

القوافل والحكايات ..

كانا قصيدة ملونة .. تهطل على ضفافها البحار و أسرارها، تتراكم السفن و الأمتعة ..

كانا حين كانت الشمس تنشر جدائل شوقها داعكة أحلام الفراشات .. راسمة أقواس نهاراتها المبهرة

ثم ارتمى واقفا .. سقطت عيناه في طريق الليل .. في لحظة أحدّ من السيف تقطعت أشلاء كينونته.

ومنذ ذلك الوقت لا زال يطرح الأسئلة تلو الأسئلة .. دون أن تجيبه .. أو يجيبه أحد

.. لهما .. لها ..و له .. هذه الورقة التي تحمل بعض الخفقات القديمة

   

 

متى كالآخرين تخطُّ حرفَكْ

وتنثرُ في مساء الصمت عزفَكْ؟

   

متى فوق الجراح تمرّ كفٌّ

بلمسة دفئها تلتذّ نزفك

   

متى في ضفة الأشياء ترسو

وتحمل نخلةُ الأحلامِ سقفَكْ

   

وتنسى أن عمرك ضاع صبرا

و تخلع كاندلاع الشمس ضعفَك؟

   

متى تختار إمّا العيش سهوا

وإمّا مهجة في الريح تُسفَكْ

   

متى؟ يبقى السؤالُ و أنت أدرى

بأن جواب روحك صار حتفَكْ

   

لماذا أيها المهدور قمحا

نسيت النهر حين حملتَ جرفَك!

   

لماذا بعد طفِّك لم تُرِقْها

دموعا كي يرى الباكون طفّك؟

   

عجزت عن الظلال وكنتَ نخلا

فكيف وقد سقطت الآن خلفك!

  

تدور بك الهمومُ على هواها

و تفقدُ كلّ يومٍ منك نصفَك

   

أمامهمُ انطفأتَ بكلّ صمتٍ

وداخلك اشتعالٌ طال سعفَكْ

   

تدلّى بالثمار إليك غصنٌ

ولكن من يعيد إليك كفّك؟

   

ومن يهب الكؤوس إليك ملأى

وأيّ سلافها تشتاق رشفَك؟

   

ومن يغري بك امرأة تلاشت

تلاشت يوم كنت تغضّ طرفَكْ

           

 

 

 

في نصوص اليوم