نصوص أدبية

لحظة غير فاصلة

كنتُ أنوي صيام القصيدة التالية

والصلاة على عرش ترابي

كنتُ أنوي اختلاس المكان

لأخبئ طاقة الليل في سرداب أحلامي اليومية

ثم أهدر التئام الجرح

فأنا في متعة العودة إلى الأشياء

أتقاسم وضوحي مع الشمس

وفي وضح التلاشي الذي يقترحني دوما

أعتم حدّ التهدّل فوق عريش الملوحة

 

ماذا يجول في ذاكرة الطريق؟

تلك المزحة من قدمي المنسية

تراهن دوما على ضحك الآثار المبلولة باقتباس أدوارها

وعلى ابتهال الوثن المحروق في ذبذبات الروح

لكي وبلا مقدمات

ألتهمَ فيكِ اندلاع المساء بضجيجي

وأمكث غافيا على منحنى الشهوة التي لا تخرس

هي لحظة..

لا تفصل بين حباحب الوقت

تطوف على جناح فراشة تبحث عن ألوانها

لا تُحسَب من عمر الصدف

تكتفي فقط بالدوران على عجلة القلب

ثمّ تستحيل إلى قطرة شك

مرمية في نهاية الوجع على شاطئ

يعرفه من يُحتَضر غارقا في الهواء

 

تعرفين يا حبيبة المساء

أنّ هؤلاء العابرين على كل الخرائط

يمسكون بأطراف القيامة

وينزلون على أعراف الدنيا

إنه مجرد نزقِ يجهلون نهاياته

التي لا تدركها الأشعار

الفضيحة كل الفضيحة في

جدار يُثقَب بعود ثقاب

وفي حزمة ورقٍ سوداء تُحمَل حرزا

وفي قمرٍ يسكنه الليل الفارغ من محتوى الماء

وفي شيء لا نعرفه أنا وأنتِ ..

سيلحقون بنا ذيولا تجرها عربات أحاديثنا

ويقفون مهمّشين على ضفاف عرشينا

ثم نتبادل قبلة الموعد..

ونخون بداية الحذر..

ثم نموت على سرير أشيائنا 

تاركين للسر خاطرة أخرى قد..

يصفقون لها بلا حيلة

 

استميحكِ قصيدة بدائية أخرى

ألِدُ فيها كلّ توائمي

ثمّ أبكّر بالهلاهل والدبكات

أخرج عند منتصف الحرف

وأرفعُ قبعات الرمل لكل الراحلين عني

ألتصق بدمعةٍ من دموع الحياء

بثانيةٍ من ظلّ

تطلق فيّ مسافاتها المبثوثة على طولي

تعكّر زوايا النخل وتدور حول حلقات الريح

تمرح مثل طفلين ينتزعان لعبةً في مهبِّ الأضحوكة ثمّ يختفيان

استميحكِ قصيدةً سابقة

ترسم وجهي على مراياكِ العتيقة

وتبذل جلال صفائها لأجل انتظاري ولولحظة يانعة

هكذا نعود إلى موعد يختلسنا من زمن ضيق

يكررنا أمام الفراغ

يطيح بألواننا المتحركة المغبونة في وسط الصورة

 

التقى متدحرجان على السفح ..

فانكسرت الجرة الأخيرة

وتدفقت سوائل العمر من ثقوب اللغو

نحفل دوما بأشياء لا نعرف قيمتها

لكننا نوقن تماما بأنها:

مصابيح للزينة تمنح باب الله زهوه المتعالي

وترمِّم قصورنا الخاوية على عروش نبوءة تتكرر

كي نعيد السكن.. تجربةً تضاف إلى

هوايتنا التي لا تنقطع.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1598 الأثنين 06/12 /2010)

 

 

في نصوص اليوم