نصوص أدبية
تجريد نيرون
خلف كواليس كل هذه الممكنات
ثمة مستحيل
ينتظر بلا يقين
تجريد نيرون / علاء محمد زريفة
أيها الرحيل ..
"ما الوجود إلا خيط وهمي بين عدمين"
خلف كواليس كل هذه الممكنات ثمة مستحيل ينتظر بلا يقين
وراء هذا الخشوع المريض هناك امرأة تتعرى بلا يقين
مابين أناي وأناي .. يمتد جسر لا متناه من الأضرحة
نيرون هذا التائه المسكين
ينزع عن نفسه ورقة التوت الأخيرة
يقطف تلك التفاحة العفنة ليدخل في الظلمات
مستدركا دروب اليقين
نيرون ... الجائع لكل شيء
اليائس من كل شيء
الباحث عن أي شيء
يستنطق روحه ...أما تعبت من تعبي ؟
كيف تظلين شابة وأنا هرم ينخر سوس المطلق جسدي
كيف تظلين شابة وقد خرجت من ضلوعي ؟
نيرون ينسى أنه يسبح، يغرق في بحر من الظلمات
*
ماذا بقي من روحنا الجمعية ؟
صورة بانورامية لدم يسيل في داحس والغبراء
يد نوح تمتد لتنقذ ولده الغارق في عماء الخطيئة
وجه كليب يكتب بكفه الدامي ...لا تصالح
منتظراً
يعود لطرح الأسئلة كالمجانين
ولا يهتدي الى دليل
يحاول طرح إشكالية المفردة –القيمة
المعنى –الشخص، والذات الكلية –الصورة
يضيع بين سببية تفتقد لروح الضرورة
وغائية تسير على غير هدى صحراء البداهة المعلبة
يصير التغير إنشاءا، الغيرية صفرا معرفياً
يستريح
في كهفه متلحفا بصقيعه
لا ألهة
لا شياطين
لأنني أحبك ..صرت لي أمّاً تجلس قرب سريري
توسد شعريّ، تواسي قلقي
وتقرأ لي قصة كي أنام
لأنني أكثر من كوني أحبك
حين غادرت لم أحمل كل أمتعتي معي
أخذت فقط حاجة المسافر ،و شوق الغريب
ينبثق من قلب هذه الجحيمية
من لجة هذا التيه
راكباً على حماره الأعرج
يصوب سهماً طاحونة خرابنا
يصرخ البائس
لأن هذا العصر الجليدي الذي يملأ أديم نفسي ..لا يذوب
اختلقت الصيف
لأن أنفاسك الطاهرة شاركتني غيبوبتي في ذلك الغار
زارني الله، ونطقت بالنبوة
فكيف تصغين هذه السوناتة الحارة؟
هل تقنعك هذه الاستعادة المجنونة لروح التجريد؟
ولماذا تصير كل قضايانا في دوامة التشظي؟
عبارة حائرة بين مزدوجين
علاء محمد زريفة - سوري