نصوص أدبية

امرأة تقفُ احتراماً لسُقُـوطِكَ / ياسمينة حسيبي

 ياسمينة حسيبي3وظننتَ يوما أنّ وجهَ المدينة سيصبحُ من ممْتلكاتكَ الخاصّة وأنّ الزمنَ ينامُ مطمئنّا تحت جلدِكَ ؛ كان انْكفاءُكَ على نفسكَ

فظيًعا حتى توهّمتَ يقينًا بأن ظلّكَ يتبعُكَ على [مدار الساعة].

اعتقدْتَ دهرًا بأَنّ الحبّ موجودٌ [فقط ] حيثما تنظر عيناكَ وأنّ الأمواج تُــبحرُ صوبَ حضنكَ تتماهى في لونها الازرق وتتَبرّأُ من زبَـدِ الـبَحر لـتُرضي رجولتكَ.

ادّعَيْتَ بأنّ الكونَ الشاسِع يحترقُ لضمّةٍ واحدةٍ من ذِراعيْكَ.

وحقولُ العنب التي تَمْلكها تُعْطِي أرْقى أنواعِ النّـبـيذ.

يا أنت الذي اعتقدتَ بأنّ صدركَ يَسَع ُ الرّياح [الغربية والشرقية]

وانكَ الماء في الصحراء والطّفلُ الذي تنجبُهُ أو تتبنّاه كل النّساء.

ليس هناك وللأسف، سوى امرأة [واحدة] ستستقبلُ [موكبكَ] القادم بكل البهرجة.

امرأة واحدة ستقف في طابور [ أوهامكَ الأبديّة] لتوقظ النمل في جسدك...

امرأة تعلمت العلوم والأسماء والأشياء واصبحت تتقن كل اللغات [لِتُسامرك] ليلا بكلّ ثقافات الصمت المباحة والغير مباحة.

امرأة بريئة كعصافير المزرعة. تهتمّ لدوائر الحيرة في عينيكَ وتبتسم للابواب والنوافذ والجدارات كلّما تذكّرت خيباتكَ العاطفية المتكرّرة.

يامن تمدّ عينيك حتى آخر الليل في [صدور] النساء وتندهش حين تختفي من عيونهنّ تلك [الرغبة في الحب] .

هناك امرأة واحدة تعثّرت بشفتيكَ ذات قبلة فأدمنت احتراقها فيكَ

أما الاخريات فقصائد شعرية ترتدي أجملَ القوافي..

والفجر [وحده] له الحق في النوم والاستيقاظ في احضانهن.

نساء يرسمن أبجدية البدايات والنهايات بكلّ الحب ويعزلن وجوه الرجال عن الحزن والحرب.

أثوابهن منسوجة من ثقة زائدة، هنّ وسائد من حرير وطقوس لا عهد لك بها وحكمة تأكل عشب الجنون.

نساءٌ، بريئةٌ ظنونهن، ناعمةٌ افكارهن .. متفردة عقولهنّ، يجعلنكَ [من الذهول] تنشطر بينكَ وبينكَ حتى تنمحي تفاصيل وجهك ..

فتعود أدراجك [لتلكَ] التي تعثرت بشفتيكَ ذات حب.. تتسوّل منها قبلة، تبحث المسكينة عن فم في وجهك فلا تجد فيه سوى بعضُ صفعاتِ الزمن على خدّك

فتقفُ وتنحني [احترامـًا] لسقوطكَ المدوّي..!

 ***

ياسمينة حسيبي

في نصوص اليوم