نصوص أدبية

أُجَالِسُ صُورَتَهَا...

المكي الهماميأُجَالِسُ صُورَتَهَا..

أَتَأَمَّلُهَا، ذَاهِلاً وَشَرِيدَ الرُّؤَى..

(هَكَذَا كُنْتُ، فِي وَحْدَتِي..!)

كُلَّمَا ابْتَسَمَتْ، تَتَقَهْقَرُ دَبَّابَةٌ..

يَتَجَمَّدُ سَاعِدُ قَنَّاصَةٍ، فَجْأَةً..

يَتَمَزَّقُ في الرُّكْنِ

خَيْطٌ مِنَ العَنْكَبُوتْ..

*

أُحَدِّثُهَا عَنْ عَذَابِي،

فَتُلْقِي عَلَى ظُلْمَتِي الفَجْرَ..

تُرْسِلُنِي شَجَرًا..

وَتُضِيفُ بِفَائِقِ خُضْرَتِهَا

(لاَ تُهَادِنْ عَدُوَّكَ..!

كُنْ فِي الكَلاَمِ وُرَيْقَةَ تُوتْ..!)

*

صَبَاحًا،

أُفَكِّرُ فِي وَجْهِهَا المَقْدِسِيِّ،

وَنَعْنَاعِ ضِحْكَتِهَا؛

فَيُفَتِّحُ فِي أُفُقِي أَلْفُ بَابٍ وَبَابِ..

وَيَتَّسِعُ المَلَكُوتُ السَّمَاوِيُّ

أَكْثَرَ،

أَكْثَرَ،

يَتَّسِعُ المَلَكُوتْ..

*

وَإِذْ أَتَوَغَّلُ فِي الحُلْمِ،

أَبْعَدَ مِنْ نَجْمَةٍ لاَ تُقَالُ،

وَيَشْتَعِلُ الشَّوْقُ؛

أُطْلِقُ قَافِيَتِي،

كَالرَّصَاصَةِ حَاسِمَةً،

فِي اتِّجَاهِ السُّكُوتْ..

*

أُصَوِّبُ قَلْبِي الطُّفُوليَّ

فِي وَجْهِهِمْ،

وَاحِدًا، وَاحِدًا..!

(عُصْبَة العُهْرِ فِي زَمَنِي)

وَأُحَاصِرُهُمْ بِدَمِي العَاطِفِيِّ،

وَإِيقَاعِ أُغْنِيَّةٍ لاَ تَمُوتْ..!

***

المكّي الهمّامي - شاعر تونسيّ

 

تعليقات (2)
This comment was minimized by the moderator on the site

صورتها صورة الشاعر لكأنّها مرآة يرى فيها ملامحه الباطنية...تناولٌ جديدٌ في الصّورة الشعرية...شكرا وتقديرا

This comment was minimized by the moderator on the site

شاعرنا الكبير الأستاذ: سُوف عبيد.. شرّفتني بتحيّتك المضيئة.. مودّتي، مع ما يليق بك من تقدير واحترام.

لا توجد تعليقات على هذه المقالة حالياً.
شارك بتعليقك
Posting as Guest
×
0   Characters
Suggested Locations

في نصوص اليوم