نصوص أدبية

سلاماً على الشرقاط

حسين يوسف الزويدتناشدني سلمى الرجوع إلى الشعر

و ســلمى - وأيمُ اللهِ - أيقونة العمرِ

 

ووجــدي على سلمى ثقيلٌ وباهضٌ

يؤرقني ذِكْراً ويـجثمُ فـي صــدري

 

ومــن أجل سلمى ما لقيت من الأذى

ومـن أجل عينيها صبـرتُ على المرِّ

 

فكــم عِشــتُ تهيامـــــاً وبــتُّ مــدلّهاً

كما بات (مجنونٌ) ولم يقض من وطْرِ

 

أقــول لسلمى والــدموع ســــواجمٌ:

لديَّ مـن الأعـذارِ عـذرٌ علـى عـذرِ

 

(ذريني فشعري صارَ لحناً بلا صدىً

يطـاوعني دمعـي ويخـذلني شعــري)

 

وسيري إلى الشرقاط نرثـي مدينةً

لهـا في كتاب العز أكثر من سـطرِ

 

ونبكــي زمانــاً كــم تغنــى بشطهـا

بهـا اقتـرن التـاريخ بالزهو والفخرِ

 

أغــاروا عليهــا مــن زنيمٍ ومـــارقٍ

فذاقَتْ جراحاً من ذوي الناب والظفرِ

 

فأوجعهــا شــنآنُ قــومٍ تجبـــــــروا

بغـوا واسـتباحوا كلَّ عـالٍ من القدرِ

 

تمادوا فجوراً في الأنام وأســــــرفوا

فكم عمهوا في الطيش فسقاً على غدرِ

 

و صبوا على آشور حقداً مروعــاً

فتباً لفعـل السـوء مـــن عمـلٍ نُـكْرِ

 

سلاماً على الشرقاط ما لاح طائرٌ

و برداً عليهـا كلما صَدَحَ الكدري(١)

 

رعــى الله فيها من ظلالٍ وفيـــــرةٍ

(يلوذ بها الحران مــن وَهَج الظهرِ)

***

د. حسين يوسف الزويد

..............................

الشرقاط مسقط رأسي ومهد صباي والشرقاط هي احدى أقدم مدن العراق العظيم وطني الغالي فهي أول عاصمة للدولة الآشورية بل كانت العاصمة الدينية للآشوريين وكان اسمها (آشوركات) أي (مدينة الذئاب) باللغة الآشورية وما تزال آثارها وآثار معابدها شاخصة للعيان على الضفة اليمنى لنهر دجلة الخالد وبمرور الأزمنة تحورت لفظة (آشوركات) لتصبح (الشرقاط) وقد عانت الشرقاط ما عانت خلال أيام محنة العراق الأخيرة فلها وفيها كانت هذا الكلمات.

(١) الكدري: هو ضرب من القطا يعيش في السهول .

 

في نصوص اليوم