نصوص أدبية

شجرة غامضة

زياد كامل السامرائييزورنا هذا الصباح، زلزالٌ

يريدُ البلبل

أنْ يكتبَ قصيدةً

مازال الموقد، ينبضُ لهيبهُ.

جسد التمثال

يبرد

2

إنما عندكَ كتبٌ

ونِعالٌ لا يصلحُ للطيرانِ

فكيفَ ستقرأ الأحلام

تلكَ الغيومَ الحافية.

3

المهاجرونَ، برؤوسٍ مختلفةٍ

يقطعونَ الطريقَ

بجوعٍ مختلفٍ أيضا.

4

بهدوءٍ.. أعودُ الى البيتِ

مُتسلّلا...

الزوجةُ نائمةٌ،

الأولادُ نيامٌ،

كذلك كان كلبي "دل"

5

رأيتهُ ينقلُ البحر، بعربته

ذات الحصان الهرم

فيما أسماكه تلبط

وحيدة..

على رصيف الأمل.

6

وحدي، في مطبخ صغير

لا أستطيع منع نفسي،

ولا مَنْ يمنعني النظر، الى سكين حاد.

السكين هي الأخرى

لا يستطيع منعها أحد

من النظر اليّ بثبات

كسهم، ينظر فريسته

تأكل العشب لوحدها.

7

كدهليز يشتُم أبويه

وضعتْ في حُضني الحياة

بيضتين.

تاركة حقائبها للذئاب.

8

أحبكِ..

مثل أغنية يردّدها "راديو" مُسن

أوّل مرّة

بعد حرب طويلة.

9

ذلك العالم..

الذي كنتِ تتنقلين فيه

كفرس شطرنج.

خطر ببالي أن أكون على تلك الأرض

مَلِكٌ مُحاصر.

10

تعلمين، أني بلا عملٍ

منذ سنواتٍ..

أكتبُ عن جيش منْ سُرّاق

موظفون،

أحزابٌ جائعة،

رؤساءٌ من شجرة غامضة.

هناكَ نهرٌ

سمعتُ مرّةً، سرقَ "مليارات"

من بنكٍ ضال .

11

أدسّ، في علبة تأريخ، يدي

فتركب على أصابعي

فيلة وثعابين وابن آوى،

وحمار يدخن آخر سجائره،

تاركة نوح

في السفينة وحيد.

 12

تقف الكلاب عند إشارة المرور

هذا يعني :

إنها تفهم بعض الفرضيات

ضحكتْ عصافير، ورمتْ الأشجار

بالأخضر .

13

للمدرسة، ظَلَّ يرافقنا

طريق واحد،

صار لها، بعد سنوات، أربعة.

كبُرنا سنواتٍ أخرى في الوظيفة

صارتْ عشرة

للزوجةِ نعود بمائة

ماتَ صديقٌ

كان الطريقَ المؤدَّي اليه

واحدٌ.

 14

لا أدري أينَ ظهرُ الورقةِ

لكني، أكتبُ الآن على بطنها

يسيل الحبر فوقَ سُرّتها

وبين فخذيها البيضاء.

15

لا يعني إنكَ تسكن قرب البحر

تحب الأسماك والصادين.

ربما ذلك يعني أيضا

إنكَ تكره الصحراء

وانْ تموت بلسعة عقرب

إشاعة صحيحة.

16

في أول يوم للحرب

عدتُ بعشرةِ أسباب للموت

وسبعون وقتا للحزن

وثلاثة أرجل للبكاء

ونصف قنينة عطر مغشوش

للحب.

17

الجميع كتبَ عن :

الأغنية في ثقوب الناي

ولمْ يهتم أحد بالقطيع

الذي تاه في "النشيد الوطني"

18

 تغازل أسنان المشط

حرير شعرك.

غرفة نومك الأثيرة تصنعها أسنان منشار.

بيما تأكل أسنان الأيام عمري، بنهم.

19

الكلاب المُشرّدة،

كالحُرّية

بحاجة، كلاهما الى ترويض.

20

يعتقد البعض إني بلا عمل

الشِعر، خبز مالح

يمضغه المارّة

ويبصقونه في البحر.

21

الضحكة تلك، ماتتْ.

قدمي مازالتْ مغروسة

في تراب الحرب، هناك

الكرسي، ذو الحظ العاثر، مدولبٌ

ينقل يأسي

من عزلة الى عزلة.

***

الكاتب والشاعر / زياد كامل السامرائي

في نصوص اليوم