نصوص أدبية

مقبرةُ الأحلامِ !

عاطف الدرابسةقلتُ لها:

صوتُ أُمِّي شاحبٌ هذه الليلةَ

وغريييب

كأنَّهُ هذا الزَّمنُ

يصرخُ بي :

لا تُصغِ للأمواتِ

أصغِ للموسيقى

التي تُشعُّ من قلبكَ

كأنَّها النُّور

أصغِ جيداً

إنَّها تُعيدُ ضبطَ إيقاعِ

هذا الوطن ..

*

انتبه:

المطرُ مُلوَّثٌ

والغيمُ موبوءٌ

بالفسادِ

تغيَّرَ لونُه

كما تتغيَّرُ القصورُ

والنِّساءُ

والكحولُ

والعطورُ

وأساورُ الألماسِ

والذَّهب !

*

انظرْ:

ذاك السِّوارُ في معصمِها

ينزِفُ دماً

بلونِ الفقراءِ

وتلكَ الأزِّقةُ تبكي

كما يبكي الجياع !

*

كيف ترنو إلى وطنٍ يحميكَ

وأنتَ لا تُتقنُ لغةَ الرَّفضِ :

لقد علَّموكَ منذ كنتَ في المهدِ

لغةَ الصَّمتِ

والخضوع !

*

اقرأْ حروفَ الذُّلِ

على جبينِ الأطفالِ

والشُّيوخِ

والنِّساء

اقرأْ ما يقولُه اليأسُ للشَّبابِ

واشربْ نخبَ موتِ الأجنَّةِ

في رحمِ الأحلام !

**

د. عاطف درابسة

 

في نصوص اليوم