نصوص أدبية
غدٌ.. مجهولُ النَّسب!
قلتُ لها:
يهتفون
في الصّيفِ والشِّتاء
في الصِّقيعِ والجِّليدِ
تحتَ الشِّمسِ الحارقة
عُراةً إلّا من أصواتِهم
تحيا البلد
تحيا البلد !
*
كلُّ إنسانٍ يغرقُ في دمه
يسكبُ الدِّمعَ قبلَ الذِّبحِ
وينثرُ أوجاعهُ كالمبخرة
والدُّودُ يجتاحُ العُقولَ
والمنازلَ والطُّرقات
وكلَّما علا النَّحيبُ
تخرجُ صرخةٌ حزينةٌ:
هذهِ البلادُ
حُكمَ عليها بالجَّفافِ المؤبدِ
بالظُّلمِ المؤبَّد
بالفسادِ المؤبَّد !
*
هُناكَ من يحفرُ آباراً للظَّمأ
وينسُجُ من خيوطِ الظّلام
ثوباً جديداً للبلدِ
والبيتُ يتساقطُ حجراً حجراً
والسَّقفُ ينظرُ بعينينِ مالحتينِ :
كيفَ تتآكلُ الأعمدةُ ؟
*
المصباحُ يا حبيبةُ وحيداً
بلا زُجاج
والرِّيحُ القادمةُ
من خلفِ الأسرارِ كخيولِ الغُزاة
ترسمُ على وجهِ البلد
صورةً أُخرى للبلد
كأنَّها امرأةٌ
تمشي في الضَّبابِ
تحملُ جنيناً
مجهولَ النَّسب !
***
د. عاطف الدرابسة