نصوص أدبية

بانتظار قطاف مشمش المزارع غودو

جواد غلوممن أين يحلّ السعد وأنتم أثقلتم ظهري بالأحمالْ ؟!

من أين أمرّ وانتم عبّأتم دربي بالأوحال

فسرقتم أجمل أثوابي

ونزعتم مني جلبابي

وتركتم بخزانة بيتي رثّ الأسمال

نفسي تتقطّع كالأوصال

لا لقيا ، لاضمّة صدرٍ أو محض وصال

أبغي أرخي رحالي

أتعبَـني الترحال

تعْـتعَـني الضيم وهزء الحال

فبلادي من خَـضٍّ ، من فزَعٍ  حتى تصلَ الزلزال

يا هذا الحيّ القيّوم الملك القدوس الحائز كل جلال

أنهكنا اليأس وأعمانا ضوء الآمال

لم نسمعْ غير الكذب وتطيير الأفيال

ثرثرةً ووعودا من عرقوبٍ

يلقيها الماكر والسافل والدجّال

هذرَ كلامٍ ونفايات القيل وقالْ

دوخةَ رأسٍ وضجيجاً ونشاز

 يطلقه المهووس مغنّي العهر مع الطبّال

والناتج صفرٌ في الأيدي

نهبُ جيوبٍ وخلوُّ سلال

إلاّ من وسَخٍ وترابٍ ونفاياتٍ

مما يفرزه الغربال

التغيير سرابٌ ، حلُمٌ أعمى ، وهمُ خيالْ 

نتأرجح من فعْلِ حرامٍ

 لكنْ إنْ يفعلهُ الحـكَمُ النافذ فهو حلال

نندسُّ كوهمٍ ، كخرافةِ تاريخٍ مملوءٍ بالأزبال

تحت عمامةِ شيخٍ يأخذنا طوعاً أو رغما للأهوال

نذعن ، نمشي عميا ما أن قال : تعال

وكأنا ماشيةٌ وقرودٌ تحوي أذيال

كنّا نعجب من هندٍ تأكل أكباد الأبطال

فهنا في بلدي أبصرتُ ضباعا

تلبس عمّة زيفٍ 

تأكل ، تكسر، عظما بشرياً

 كرْشا ، مصرانا وطحال

ويعدون نشامى عظماءً كالأبطال

امتهنوا عسكرة الشعب المنهكْ 

نشرَ حروبٍ وصناعة تهجيرٍ وقتال

وحقولاً تحرق ، تأكلها النار ويتلفها الإشعال

في وطني جمعٌ يستجدي جوعا

شيخٌ محنيّ الظهر وزمرة أطفال

وامرأة ثكلى وكسيحٌ ومعاقٌ وسط عيال

وخليطٌ من شعب " العطّال  البطّال "

فاغمضْ عينيك صديقي الراقي العالي العالْ

إنّا رهن اللص الجاهل والسافل والمحتال

نرقص " هزّاً وزّاً " ان برز الحاكم يصحبهُ المهوال

نصرخ : نفديك بأرواح المكدودين أيا سارق بيت المال

فمتى تبحث عن أمنٍ وسلامٍ ورفاهٍ وجمال ؟

منذ متى تأتيك البهجة في رحْـبٍ ودلال ؟

في عقلي ألف سؤال وسؤال

ينبئني بجوابٍ يجزمُ انّ السعدَ محال

لا في المشمش أو حتى ميْدِ جبالْ

فالواهن والرخوّ نحيل الفكر هزيل العزمْ

لا يتقن رفع الأثقال

***

جواد غلوم

 

في نصوص اليوم