نصوص أدبية

نورٌ من عطش!!

انعام كمونةاِنبَثَقَ سيلاً يقين السيوف، طرز نافلة الرمال بأريج النبوة. فوق هامات الطفوف تعاريج انسكابها مذ زغب جبرائيل بمهد الرسالة وذاكرة التنزيل، هناك جعجعت منايا القدر هياكل دجى، حاسرة المسافات عروشها، حافية الفرات ضفافها، تنتحب مآقيها تلوذ بصراخ صداه: همئت ظل الوعود، شذبت أركان الخديعة بلسان غاصب، أوقدت جذور الرماد علاجيم متهالكة الضغينة في سبخ الرمال فتوهجت اعتاق السماء صبرا، تمددت اعناق الاشتياق تهتف : أنت صدى حرية العقول المضيئة وترياق الهموم، بأركان العرش أنوار محمدية من كؤوس الجنان.

لم تنحنِ هامة الفجر لدوامة ريح هجينة البركان، وغدر ضباع الظلمة سكرة مارقة تخمرت بأوتار غواية الثأر فوضى صاخبة النزف، هناك حين وغى فارسا مخضبا بالشهادة،إماما من كوثر السماء ارتوت جيناته، لم يوهنه الا أناتها الذابلة (أُخيتي زينب) ما قالها إلا وصية مدى الفراق المغيب.. متآزرا تهجد الليل وتلاوة السحر لا هوادة قد جد هزيع الوداع في محراب الشهادة وصدى الرؤيا عانق أسراب المنايا في جنح هجير الطف، لملمي حِجر النوى، كفكفي أحزان اليتامى والثكالى، احتضني بيارق الرحمن سفيرةً، قد حان وجع النوائب وما كانوا يوعدون، سَبيٌّ مخضب ببلسم حرية أبدية ونصرة خلود .

حينها هرع النهار عاريا متسائلا أيكون صبحا بلا شعاعه فجرا؟ والليل اسدل أذيال الهزيمة متخاذلا، قد ذُبح صرح الهدى وتسامى للُجَينات القلوب فانكفأت العيون سواكب وما زال الحسين مناديا هل من نصيرٍ؟.. او محب معاتب ..؟

 

إنعام كمونة

10/9 /2019

في نصوص اليوم