نصوص أدبية

مُقاربة ليست للبيع

زياد كامل السامرائيشاسعٌ وكبيرٌ هو الفرق،

بين أن يمرَّ عليكَ نسيم، يُعيدُ هيئة رئتيك العليلة،

يجوس صفحة من روحك،

يتصاعد كرمقٍ من حياة الفردوس 

تؤمن بانك ستعيش به الى الأبد..

تشمّ الرحيق، هو زقزقة من عصافير

هديل حمامات، يطلُّ من أعلى شرفةٍ لفؤادك الممهور بالشجن..

يغمرُ هذا العزف رويدا

اقداحا من نور في دمكْ..

تشدّكَ وتُرشدكَ اليه، نجمة ونجمتين

فوق رأسكَ نرجسة، تغلق بابها على ندى فضيّ..

النسيم الخيالي،

حروف و آيات لها طعم الحبيب

يُضحكُ القلب الشارد

يؤنّثه

يجعل منه جنينا في احشاء سمائك...

كمْ مرةٍ أدركُ انها اللحظة الأبديّة من العمر المُباح ..

الطريق الأبيض الوحيد الذي أتذوق منه وجه التجلّي .

ينظف القلب من الطعنات، وعزلة ألِفَتها جراء الحيّ.

وبين أن تمرّ عاصفة بتلابيبها الثقال عليكْ،

تحصد مرابع خضرتك

وتنزع أوراق مرحك وحبر ماضيك،

تحيلها مملكة من تراب،

تنفض من يديكَ ثرى صلاتك،

نقطة مشيئتك القديمة في خارطة ندائك الغريب،

تمحو لذائذ حلم مقدس لا يأتي..

ولأنكَ لستَ من رُخامٍ،

وثوانيكَ ليستْ من خَلْق الرنين

و سخطك خال من قوس و سهام ..

ماذا تقطفُ اذا من  ضريحٍ، 

بعد أنْ طغى وصار السِرُّ مُتاح !

أتجفل من هذا العطش الجارف

والرمل المنهمر في فضاء خُطاك و تستكينْ !

عاصفة،

تمشي على باب غُربتك، المُرّة

تأكل من عتبات نخلتك  حتى آخر ملمس لوجه التوت في روابيك.

تقترب من بعضها وتُبعِدني ،

تتماهى وتنفرط على نوافذ سرٍ يغريها !

شاسعٌ وكبيرٌ هو الفرق..

بين أن يمرَّ بك نهر، على راحة يديه يغني القمر،

يغزل بجدائله البيت

فيسقط بين قدميه تفاح القصيدة

ومن زجاج قلبه المفتوح،

تستفيقُ فاكهة للشوق حين الضحى ينحني اليه.

لا تبخل أيها السنونو ان تمر بجناحيك، ولو كرمشة عين

حيث نرتمي في حضن النشوة بلا ذنوب، أنا و أنت.

وبين ان يزرع الطوفان أرض نوح

وانتَ في سفينة أبيه 

تبحثُ عن سلام بدائي

وعرس مهذب عابر.

ان يفور التنور في البعيد

ولم تجد من قصيدة تعصِمُك من بكاء

خالية تلك الآفاق

ولا من أجراس تهزَ فؤاد الزيتون.

أن تكون القلعة صالحة الأنجراف

هذا يعني ان نبرة الطين هي جوهر النبوءات.

من أين ياتي حُبكَ باليُسرِ

وطعم العُسرة له خمس جهات !

***

زياد كامل السامرائي

 

في نصوص اليوم